الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون
ثم أخبر عنهم ، فقال تعالى : الذين كذبوا بالكتاب يعني بالقرآن وبما أرسلنا به رسلنا يعني محمدا صلى الله عليه وسلم أرسل بالتوحيد ، فأوعدهم في الآخرة. فقال : فسوف يعلمون هذا وعيد.
ثم أخبر عن الوعيد ، فقال : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون على الوجوه.
في الحميم يعني حر النار ثم في النار يسجرون يعني يوقدون ، فصاروا وقودها.
ثم قيل لهم قبل دخول النار ، يعني تقول لهم الخزنة : أين ما كنتم تشركون يعني تعبدون.
من دون الله فهل يمنعونكم من النار يعني الآلهة ، و قالوا ضلوا عنا ضلت عنا الآلهة بل لم نكن ندعو من قبل شيئا يعني لم نكن نعبد من قبل في الدنيا شيئا ، إن الذي كنا نعبد كان باطلا لم يكن شيئا ، كذلك يعني هكذا يضل الله الكافرين . ذلكم السلاسل والأغلال والسحب بما كنتم تفرحون في الأرض يعني تبطرون من الخيلاء والكبرياء بغير الحق وبما كنتم تمرحون يعني تعصون في الأرض.
ادخلوا أبواب جهنم السبع خالدين فيها لا تموتون فبئس مثوى يعني فبئس مأوى المتكبرين عن الإيمان.
[ ص: 157 ] فاصبر إن وعد الله حق وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر كفار مكة أن العذاب نازل بهم ، فكذبوه ، فأنزل الله عز وجل يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، فقال : فاصبر إن وعد الله حق في العذاب أنه نازل بهم ببدر ، فإما نرينك في حياتك بعض الذي نعدهم من العذاب في الدنيا القتل ببدر ، وسائر العذاب بعد الموت نازل بهم ، ثم قال : أو نتوفينك يا محمد قبل عذابهم في الدنيا فإلينا في الآخرة يرجعون يعني يردون فنجزيهم بأعمالهم.