الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون  ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون  ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين  ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين  وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون  حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين  

يقول الله تعالى : أهم يقسمون رحمت ربك ، يقول : أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاءوا ، ولكنها بيدي أختار من أشاء من عبادي للرسالة ، ثم قال : نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ، يقول : لم نعط الوليد ، وأبا مسعود الذي أعطيناهما من الغنى لكرامتهما على الله ، ولكنه قسم من الله بينهم ، ثم قال : [ ص: 190 ] ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ، يعني فضائل في الغنى ، ليتخذ بعضهم ، يعني الأحرار ، بعضا ، يعني الخدم ، سخريا ، يعني العبيد والخدم سخره الله لهم ، ورحمت ربك ، يعني الجنة ، خير مما يجمعون ، يعني الأموال ، يعني الكفار.

ثم ذكرهم هوان الدنيا عليه ، فقال : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا ، يعني ملة واحدة ، يعني على الكفر ، يقول : لولا أن ترغب الناس في الكفر ، إذا رأوا الكفار في سعة من الخير والرزق ، لمن يكفر بالرحمن ، لهوان الدنيا عليه ، لبيوتهم سقفا من فضة ، يعني بالسقف سماء البيت ، ومعارج عليها يظهرون ، يقول : درجا على ظهور بيوتهم يرتقون.

"و" لجعلنا ولبيوتهم أبوابا من فضة وسررا عليها يتكئون ، يعني ينامون.

وزخرفا ، يقول : وجعلنا كل شيء لهم من ذهب ، وإن كل ذلك ، يقول : وما كل الذي ذكر ، لما إلا متاع الحياة الدنيا يتمتعون فيها قليلا ، والآخرة ، يعني دار الجنة ، عند ربك للمتقين خاصة لهم.

قوله : ومن يعش عن ذكر ، يقول : ومن يعم بصره عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين في الدنيا ، يقول : صاحب يزين لهم الغي.

وإنهم وإن الشياطين ليصدونهم عن السبيل ، يعني سبيل الهدى ، ويحسبون ، ويحسب بنو آدم ، أنهم مهتدون ، يعني على هدى.

حتى إذا جاءنا ابن آدم وقرينه في الآخرة جعلا في سلسلة واحدة ، قال ابن آدم لقرينه ، يعني شيطانه : يا ليت ، يتمنى ، بيني وبينك بعد المشرقين ، يعني ما بين مشرق الصيف إلى مشرق الشتاء ، أطول يوم في السنة ، وأقصر يوم في السنة ، فبئس القرين ، يقول : فبئس الصاحب معه في النار في سلسلة واحدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية