ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون
[ ص: 191 ] يقول الله تعالى : ولن ينفعكم اليوم في الآخرة الاعتذار ، إذ ظلمتم ، يقول : إذ أشركتم في الدنيا ، إنكم وقرناءكم من الشياطين في العذاب مشتركون . يقول : أفأنت تسمع الصم الذين لا يسمعون الإيمان ، يعني الكفار ، أو تهدي العمي الذين لا يبصرون الإيمان ، ومن كان في ضلال مبين ، نزلت في رجل من كفار مكة ، يعني بين الضلالة.
قوله : فإما نذهبن بك ، يقول : فنميتك يا محمد ، فإنا منهم ، يعني كفار مكة ، منتقمون بعدك بالقتل يوم بدر .
أو نرينك في حياتك ، الذي وعدناهم من العذاب ببدر ، فإنا عليهم مقتدرون . فاستمسك بالذي أوحي إليك من القرآن ، إنك على صراط مستقيم ، يعني دين مستقيم.
وإنه لذكر لك ، يقول : القرآن لشرف لك ، ولقومك ، ولمن آمن منهم ، وسوف تسألون في الآخرة عن من يكذب به.
ثم قال : واسأل من أرسلنا ، يعني الذين أرسلنا إليهم ، من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ، يقول : سل يا محمد مؤمني أهل الكتاب هل جاءهم رسول يدعوهم إلى غير عبادة الله ؟ .