الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال  في سموم وحميم  وظل من يحموم لا بارد ولا كريم

ثم قال: وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال يقول: ما لأصحاب الشمال من الشر، ثم ذكر ما أعد لهم في الآخرة من الشر، فقال: في سموم يعني ريحا حارة تخرج من الصخرة التي في جهنم فتقطع الوجوه وسائر اللحوم.

ثم قال: وحميم يعني ظلا أسود كهيئة الدخان يخرج من جهنم، فيكون فوق رءوسهم وهم في السرادق ثلاث فرق، فذلك قوله: انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب وهي في السرادق، وذلك قوله في الكهف أيضا: أحاط بهم سرادقها [ ص: 315 ] فيقيلون تحتها من حر السرادق، فيأخذهم فيها الغثيان، وتقطع الأمعاء في أجوافهم، والسرادق عنق يخرج من لهب النار فيدور حول الكفار، ثم يخرج عنق آخر من الجانب الآخر فيصل إلى الآخر، فيحيط بهم السرادق، فذلك قوله: أحاط بهم سرادقها 2 وظل من يحموم رءوسهم ثلاث فرق فيقيلون فيها قبل دخولهم جهنم، فذلك قوله في الفرقان: أصحاب الجنة يومئذ في الجنة مع الأزواج خير مستقرا وأحسن مقيلا من مقيل الكفار في السرادق، تحت ظل من يحموم.

ثم نعت الظل، فقال: لا بارد المقيل ولا كريم يعني ولا حسن المنزل، ثم نعت أعمالهم التي أوجب الله عز وجل لهم بها ما ذكر من النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية