الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون  ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب  ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد  

وإن تعجب يا محمد بما أوحينا إليك من القرآن، كقوله في الصافات: بل عجبت ويسخرون ، ثم قال: فعجب قولهم ، يعني كفار مكة، يقول: لقولهم عجب، فعجبه من قولهم، يعني ومن تكذيبهم بالبعث حين قالوا: أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد ، تكذيبا بالبعث، ثم نعتهم، فقال: أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون لا يموتون.

ويستعجلونك ، وذلك أن النضر بن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فقال الله عز وجل: ويستعجلونك ، يعني النضر بن الحارث، بالسيئة قبل الحسنة ، يعني بالعذاب قبل العافية، كقول صالح لقومه: [ ص: 169 ] لم تستعجلون بالسيئة ، يعني بالعذاب قبل الحسنة ، يعني العافية، وقد خلت من قبلهم ، يعني أهل مكة، المثلات ، يعني العقوبات في كفار الأمم الخالية، فسينزل بهم ما نزل بأوائلهم.

ثم قال: وإن ربك لذو مغفرة ، يعني ذو تجاوز، للناس على ظلمهم ، يعني على شركهم بالله في تأخير العذاب عنهم إلى وقت، يعني الكفار، فإذا جاء الوقت عذبناهم بالنار، فذلك قوله: وإن ربك لشديد العقاب إذا عذب وجاء الوقت، نظيرها في حم السجدة.

ويقول الذين كفروا بتوحيد الله: لولا ، يعني هلا أنزل عليه على محمد آية من ربه محمد، يقول الله: إنما أنت منذر يا محمد هذه الأمة، وليست الآية بيدك، ولكل قوم هاد ، يعني لكل قوم فيها خلا داع مثلك يدعو إلى دين الله، يعني الأنبياء.

التالي السابق


الخدمات العلمية