ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار
ولله يسجد من في السماوات، يعني الملائكة، والأرض طوعا ، يعني المؤمنين، ثم قال: وكرها وظلالهم ، يعني ظل الكافر كرها يسجد لله، وهو بالغدو حين تطلع الشمس، والآصال ، يعني بالعشي إذا زالت الشمس يسجد ظل الكافر لله، وإن كرهوا.
قل يا محمد لكفار مكة: من رب السماوات والأرض قل الله ، في قراءة ، أبي بن كعب قالوا الله، وابن مسعود: قل أفاتخذتم من دونه الله أولياء تعبدونهم، يعني الأصنام، لا يملكون لأنفسهم ، يعني الأصنام لا يقدرون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى عن الهدى، والبصير بالهدى، يعني الكافر والمؤمن، أم هل تستوي الظلمات ، يعني الشرك، والنور ، يعني الإيمان، ولا يستوي من كان في ظلمة كمن كان في النور، ثم قال يعنيهم: أم جعلوا ، يعني وصفوا لله شركاء من الآلهة، خلقوا كخلقه ، يقول: خلقوا كما خلق الله، فتشابه الخلق عليهم ، يقول: فتشابه ما خلقت الآلهة والأصنام وما خلق الله عليهم، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا، فكيف يعبدون ما لا يخلق شيئا، ولا يملك، ولا يفعل كفعل الله عز وجل، قل لهم يا محمد: الله خالق كل شيء وهو الواحد ، لا شريك له، القهار والآلهة مقهورة وذليلة.
[ ص: 173 ]