وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين
وقال الذين أشركوا مع الله غيره، يعني كفار مكة: لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء من الآلهة، نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ، من الحرث والأنعام، ولكن الله أمرنا بتحريم ذلك، يقول الله عز وجل: كذلك ، يعني هكذا فعل الذين من قبلهم من الأمم الخالية برسلهم، كما كذبت كفار مكة، وتحريم ما أحل الله من الحرث والأنعام، فلما كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ، يقول: ما على الرسول إلا أن يبلغ ويبين لكم أن الله عز وجل لم يحرم الحرث والأنعام.
ثم قال عز وجل: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله ، يعني أن [ ص: 222 ] وحدوا الله، واجتنبوا الطاغوت ، يعني عبادة الأوثان، فمنهم من هدى الله إلى دينه، ومنهم من حقت عليه ، يعني وجبت، الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ، رسلهم بالعذاب الذين حقت عليهم الضلالة في الدنيا، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية، ليحذروا عقوبته، ولا يكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم.
وقال سبحانه: إن تحرص على هداهم يا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله لا يهدي إلى دينه، من يضل ، يقول: من أضله الله فلا هادي له، وما لهم من ناصرين ، يعني مانعين من العذاب.