إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون
[ ص: 298 ] إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا هم أهل الكتاب كتبوا كتبا بأيديهم ، وقالوا : هذا من عند الله ؛ فاشتروا به ثمنا قليلا ؛ أي عرضا من عرض الدنيا ، وحلفوا أنه من عند الله . أولئك لا خلاق لهم في الآخرة أي : لا نصيب لهم [في] الجنة . ولا يكلمهم الله بما يحبون [وذلك] يوم القيامة ، وقد يكلمهم ويسألهم عن أعمالهم . قال : ولا ينظر إليهم نظرة رحمة [يوم القيامة] ولا يزكيهم أي : لا يطهرهم من ذنوبهم ولهم عذاب أليم موجع وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب تفسير حرفوا كتاب الله ، وابتدعوا فيه ، وزعموا أنه من عند الله . قتادة :
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة كما آتى عيسى ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله أي : اعبدوني ؛ يقول : لا يفعل ذلك من آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة .
قال الحسن : احتج عليهم بهذا ؛ لقولهم [إن عيسى ينبغي له أن يعبد] وأنهم قبلوا ذلك عن الله ، وهو في كتابهم الذي نزل من عند الله .
قال ولكن كونوا ربانيين أي : ولكن يقول لهم : كونوا ربانيين ؛ أي : علماء فقهاء بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون تقرؤون .
[ ص: 299 ]