الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه لا شك فيه ومن أصدق من الله حديثا أي : لا أحد أصدق منه .
فما لكم في المنافقين فئتين قال محمد : فئتين نصب على الحال المعنى : أي شيء لكم في الاختلاف في أمرهم ؟ والله أركسهم بما كسبوا هم قوم من المنافقين كانوا بالمدينة ؛ فخرجوا منها إلى مكة ، ثم خرجوا من مكة إلى اليمامة تجارا فارتدوا عن الإسلام ، وأظهروا ما في قلوبهم من الشرك ، فلقيهم المسلمون ، فكانوا فيهم (فئتين - أي : ) فرقتين - فقال بعضهم : قد حلت دماؤهم ؛ هم مشركون مرتدون ، [ ص: 394 ] وقال بعضهم : لم تحل دماؤهم ؛ هم قوم عرضت لهم فتنة . فقال الله فما لكم في المنافقين فئتين وليس يعني : أنهم في تلك الحال التي أظهروا فيها الشرك منافقون ، ولكنه نسبهم إلى (خبثهم الذي كانوا عليه مما في قلوبهم من النفاق ، يقول : قال بعضكم كذا ، وقال بعضكم كذا ؛ [هلا] كنتم فيهم فئة [واحدة] ولم تختلفوا في قتلهم ؟ ثم قال : والله أركسهم بما كسبوا صلى الله عليه وسلم أي : ردهم إلى الشرك بما كان في قلوبهم من الشك والنفاق . أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء أي : في الكفر شرعا سواء فلا تتخذوا منهم أولياء أي : لا توالوهم . حتى يهاجروا في سبيل الله فيرجعوا إلى الدار التي خرجوا منها ؛ يعني : المدينة فإن تولوا وأبوا الهجرة فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ثم استثنى قوما نهى عن قتالهم ؛ فقال : إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق قال يعني : إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق ، ومعنى (اتصل) : انتسب . محمد :
قال يحيى : وهؤلاء بنو مدلج كان بينهم وبين قريش عهد ، وكان بين رسول الله وقريش عهد ؛ فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش ؛ وهذا منسوخ [ ص: 395 ] نسخته الآية فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . أو جاءوكم حصرت صدورهم أي : كارهة صدورهم . أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم الآية . قال وتقرأ (حصرة صدروهم) أي : ضاقت ؛ الحصر في اللغة : الضيق . محمد :
قوله : فما جعل الله لكم عليهم سبيلا يعني : حجة ؛ وهذا منسوخ أيضا ؛ نسخته آية القتال .
ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم تفسير قال [هم] أناس من أهل مجاهد : مكة ؛ كانوا يأتون النبي يسلمون عليه رياء ، ثم يرجعون إلى قريش يرتكسون في الأوثان يبتغون (بركتها ، أو يأمنوا ها هنا وها هنا ؛ فأمروا بقتالهم ؛ إن لم يعتزلوا ويصلحوا .
[ ص: 396 ]