الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما  ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما  

                                                                                                                                                                                                                                      وما كان لمؤمن يعني : لا ينبغي لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ أي إلا أن يكون لا يتعمد لقتله . ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله يعني : أهل القتيل إلا أن يصدقوا يعني : إلا أن يصدق أهل القتيل ؛ فيتجاوزوا عن الدية . فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال الحسن : كان الرجل يسلم وقومه حرب ، فيقتله رجل من المسلمين خطأ - ففيه تحرير رقبة مؤمنة [ولا دية] لقومه . وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة ما كان من عهد بين المسلمين وبين المشركين ، أو أهل الذمة ؛ فقتل رجل منهم - ففيه الدية لأوليائه ، وعتق رقبة مؤمنة . فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله تجاوزا من الله .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : توبة من الله القراءة بالفتح ؛ المعنى : فعل الله ذلك توبة منه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 397 ] ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : بلغني أن عمر بن الخطاب قال : لما أنزل الله الموجبات التي أوجب عليها النار ؛ لمن عمل بها : ومن يقتل مؤمنا متعمدا (أو أشباه) ذلك كنا نبث عليه الشهادة حتى نزلت هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فكففنا عن الشهادة .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن عاصم بن حكيم ، (عن خالد بن أبي كريمة ، عن عبد الله بن ميسور ، عن محمد بن الحنفية) ، عن علي قال : (لا تنزلوا العارفين المحدثين الجنة ولا النار ، حتى يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة) .  

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية