يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين هو كقوله : أشداء على الكفار رحماء بينهم .
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية . قال الكلبي : بلغنا : أن [ ص: 34 ] ورهطا من مسلمي أهل الكتاب أتوا النبي عند صلاة الظهر ، فقالوا : يا رسول الله ، بيوتنا قاصية ، ولا نجد متحدثا دون المسجد ، وإن قومنا لما رأونا أننا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم أظهروا لنا العداوة ، وأقسموا ألا يخالطونا ولا يجالسونا ، فشق ذلك علينا . فبينما هم [كذلك] يشكون ذلك إلى النبي ؛ إذ نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فلما اقترأها رسول الله ، قالوا : رضينا بالله وبرسوله والمؤمنين أولياء ، وأذن عبد الله بن سلام بالصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد ، بلال قال : نعم . قال : ماذا ؟ قال : خاتم من فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذلك الرجل القائم ، فإذا هو وإذا هو بمسكين يسأل ، فدعاه رسول الله ؛ فقال له : هل أعطاك أحد شيئا ؟ علي . قال : على أي حال أعطاكه ؟ قال : أعطانيه وهو راكع ، [فزعموا أن] رسول الله كبر عند ذلك " .