الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين  وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون  يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون  ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين  

                                                                                                                                                                                                                                      تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك يقول للنبي صلى الله عليه وسلم حين انقضت قصة نوح   : تلك من أخبار الغيب ، يعني : ما قص عليه ما كنت تعلمها أنت ولا قومك يعني : قريشا من قبل هذا القرآن فاصبر على قولهم : إنك مجنون ؛ وغير ذلك مما كانوا يقولونه له .

                                                                                                                                                                                                                                      وإلى عاد أخاهم هودا يقول : وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا ، أخوهم في النسب ، وليس بأخيهم في الدين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 295 ] قال يا قوم اعبدوا الله وحدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون كل من عبد غير الله -سبحانه- فقد افترى الكذب على الله -تعالى- لأن الله -عز وجل- أمر العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (غيره) مرفوع على معنى : ما لكم إله غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      يرسل السماء عليكم مدرارا أي : يوسع لكم من الرزق ، وإنما أرزاق العباد من المطر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى مدرارا المبالغة ، ونصبه على الحال ؛ كأنه قال : يرسل السماء عليكم دارة .

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر بعض المفسرين : أنه كان أصابهم جدب .

                                                                                                                                                                                                                                      ويزدكم قوة إلى قوتكم قال مجاهد : يعني شدة إلى شدتكم أي : في أبدانكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية