ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد
ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم قال الحسن : ساءه دخولهم ؛ لما تخوف عليهم من قومه وضاق بهم ذرعا قال الكلبي : لم يدر أين ينزلهم .
قال : وكان قوم لوط لا يؤون ضيفا بليل ، وكانوا يعترضون من مر بالطريق نهارا للفاحشة ، فلما جاءت الملائكة لوطا حين أمسوا ، كرههم ولم يستطع دفعهم ، فقال : هذا يوم عصيب شديد .
وجاءه قومه يهرعون إليه أي : يسرعون .
قال : يقال : أهرع الرجل ؛ أي : أسرع ؛ على لفظ ما لم يسم فاعله . محمد ومن قبل كانوا يعملون السيئات يعني : يأتون الرجال في أدبارهم ؛ وكان لا يفعل ذلك بعضهم ببعض ، إنما كانوا يفعلونه بالغرباء قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم أحل لكم من الرجال ، قال : أمرهم أن يتزوجوا النساء . قتادة
قال محمد : وذكر أبو عبيد عن أنه قال : كل نبي أبو أمته ، وإنما عنى ببناته : نساء أمته . مجاهد
قال أبو عبيد : وهذا شبيه بما يروى عن قراءة : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " . أبي بن كعب
[ ص: 302 ] فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي الضيف : يقال للواحد وللاثنين ، ولأكثر من ذلك أليس منكم رجل رشيد .
قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق من حاجة وإنك لتعلم ما نريد أي : إنا نريد أضيافك دون بناتك قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قال : يعني : إلى عشيرة قوية فدافعوه الباب ، وقالت الملائكة : قتادة يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل أي : سر بهم في ظلمة من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم فقال : لا ؛ بل أهلكوهم الساعة! فقالوا : إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فطمس جبريل عليه السلام أعينهم بأحد جناحيه ، فبقوا ليلتهم لا يبصرون فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها قال : لوط وأهله ، ورفع جبريل عليه السلام أرضهم بجناحه الآخر ، حتى بلغ بها السماء الدنيا ؛ حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ، فقلبها عليهم ، وكان قد عهد إلى فلما كان في السحر ، خرج لوط ألا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ؛ فلما سمعت العجوز -عجوز السوء- الهدة التفتت ، فأصابها ما أصاب قومها ، ثم اتبعت الحجارة من كان خارجا من مدائنهم ، قال : كانت ثلاثا . قتادة
قال الحسن : فلم يبعث الله -سبحانه- بعد لوط نبيا إلا في عز من قومه ، لوط منافقة ، تظهر الإسلام ، وقلبها على الكفر . وكانت امرأة
وأمطرنا عليها حجارة من سجيل قال : من طين قتادة منضود أي : [ ص: 303 ] بعضه على بعض مسومة عند ربك قال الحسن : عليها سيما ؛ أنها ليست من حجارة الدنيا ، وأنها من حجارة العذاب .
قال : وتلك السيما على الحجر منها مثل الخاتم وما هي من الظالمين ببعيد يقول : وما هي من ظالمي أمتك يا محمد ببعيد أن يحصبهم بها .
يحيى : عن ، عن همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبد الواحد ، عبد الله بن محمد بن عقيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جابر بن عبد الله إن أكثر ما أتخوف على أمتي عمل قوم لوط " . عن
[ ص: 304 ]