[ ص: 305 ] قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا يعنون : أوثانهم .
قال الحسن : لم يبعث الله -عز وجل- نبيا إلا فرض عليه الصلاة والزكاة .
قال محمد : المعنى : أدينك يأمرك ؛ وهو معنى ما ذهب إليه الحسن .
أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء أي : أو أن نترك أن نفعل .
إنك لأنت الحليم الرشيد أي : أنك لست بالحليم الرشيد .
ورزقني منه رزقا حسنا يعني : النبوة .
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه فأفعله ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أي : لا تحملنكم عداوتي أن يصيبكم بكفركم بي من عذاب الله -عز وجل- مثل ما أصاب قوم نوح الآية .
قال محمد : (يجرمنكم) أصله : يكسبنكم ؛ تقول : جرمت كذا ؛ بمعنى كسبت ، وأنشد بعضهم :
طريد عشيرة ورهين ذنب بما جرمت يدي وجنى لساني
قوله عز وجل : وما قوم لوط منكم ببعيد يقول : العظة بقوم لوط قريبة [ ص: 306 ] منكم ؛ لأن إهلاك قوم لوط كان أقرب الإهلاكات التي عرفوها .
إن ربي رحيم لمن استغفره ، وتاب إليه ودود محب لأهل طاعته .


