ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
ويجعلون لله البنات كان مشركو العرب يقولون : إن الملائكة بنات [ ص: 407 ] الله . قال الله : سبحانه ينزه نفسه عما قالوا ولهم ما يشتهون أي : ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون يعني : الغلمان وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا أي : متغيرا وهو كظيم أي : كظيم على الغيظ والحزن .
قال : وأصل الكظم : الحبس . محمد
يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب يقول : يتفكر كيف يصنع بما بشر به ؛ أيمسكه على هوان -يعني : الابنة- أم يدفنها حية حتى تموت مخافة الفاقة ألا ساء بئس ما يحكمون وهذا مثل ضربه الله لهم في قولهم : الملائكة بنات الله .
ثم قال : للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى يقول : ولله الإخلاص والتوحيد ، في تفسير . قتادة
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة أي : لحبس المطر ؛ فأهلك حيوان الأرض ولكن يؤخرهم يؤخر المشركين إلى أجل مسمى إلى الساعة ؛ لأن كفار آخر هذه الأمة أخر عذابها بالاستئصال إلى النفخة الأولى فإذا جاء أجلهم بعذاب الله لا يستأخرون عنه عن العذاب ، الآية .
[ ص: 408 ]