ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون
ويجعلون لله ما يكرهون يجعلون له البنات ، ويكرهونها لأنفسهم وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى يعني : البنين ، في تفسير السدي لا جرم كلمة وعيد ، وقد مضى تفسيرها أن لهم النار وأنهم مفرطون قرأها الحسن بتسكين الفاء وفتح الراء - وكأن تفسيرها : معجلون إلى النار ، وقرأ بعضهم (مفرطون) بفتح الفاء وتشديد الراء ؛ وصفهم بالتفريط .
قال : وقراءة محمد نافع مفرطون بتسكين الفاء وكسر الراء ، وهو من الإفراط في معصية الله .
وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة يقول : فيه هدى ورحمة لقوم يؤمنون .
قال : من قرأ (ورحمة) بالنصب ، فالمعنى : ما أنزلناه عليك إلا للبيان والهداية والرحمة . محمد
والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها يعني : الأرض [ ص: 409 ] التي ليس فيها نبات ، فيحييها بالمطر ؛ فتنبت بعد إذ لم يكن فيها نبات إن في ذلك لآية لقوم يسمعون فيعلمون أن الذي أحيا هذه الأرض الميتة حتى أنبتت - قادر على أن يحيي الموتى .
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين يقول : في هذا اللبن الذي أخرجه الله من بين فرث ودم آية لقوم يعقلون ؛ فيعلمون أن الذي أخرجه قادر على أن يحيي الموتى .
قال : يقال : سقيته وأسقيته بمعنى واحد . (والأنعام) لفظه لفظ جميع ، وهو اسم الجنس يذكر ويؤنث ، والفرث : ما في الكرش ، والسائغ : السهل في الشرب . محمد
ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا أي : وجعل لكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا .
تفسير : السكر : الخمر قبل تحريمها ، والرزق الحسن : الطعام . مجاهد
[ ص: 410 ]