فكلي واشربي وقري عينا .
[ ص: 94 ] قال : يقال : قررت به عينا أقر بفتح القاف في المستقبل قرورا ، وقررت في المكان أقر بكسر القاف ، و(عينا) منصوب على التمييز . محمد فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما أي : صمتا فلن أكلم اليوم إنسيا أذن لها في هذا الكلام ، وكانت آية جعلها الله لها يومئذ .
قال : يقال للممسك عن الطعام أو الكلام : صائم . محمد
لقد جئت شيئا فريا أي : عظيما .
قال : يقال : فلان يفري الفري إذا عمل عملا أو قال قولا فبالغ فيه ؛ كان في خير أو شر ، وأنشد بعضهم : محمد
ألا رب من يدعو صديقا ولو ترى مقالته بالغيب ساءك ما يفري
قوله : يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء أي : ما كان زانيا . قال : ليس قتادة بهارون أخي موسى ، ولكنه هارون آخر كان يسمى هارون الصالح المحبب في عشيرته ، المعنى : يا شبيهة هارون في عبادته وفضله .
فأشارت إليه بيدها قال : أمرتهم بكلامه قتادة قالوا كيف نكلم أي : [ ص: 95 ] كيف نكلم من كان أي : من هو في المهد صبيا والمهد : الحجر ، في تفسير . قتادة
وجعلني مباركا أين ما كنت يقول : جعلني معلما مؤدبا ولم يجعلني جبارا أي : مستكبرا عن عبادة الله والسلام علي يوم ولدت الآية ، ولم يتكلم بعد ذلك بشيء حتى بلغ مبلغ الغلمان ذلك عيسى ابن مريم قول الحق قال الحسن : الحق : هو الله .
قال : من قرأ (قول) بالرفع ؛ فالمعنى : هو قول الحق . محمد الذي فيه يمترون قال : امترت فيه اليهود والنصارى ؛ أما اليهود ؛ فزعموا أنه ساحر كذاب ، وأما النصارى فزعموا أنه ابن الله وثالث ثلاثة [وإله] قتادة ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه ينزه نفسه عما يقولون إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون [يعني : عيسى ] كان في علمه أن يكون من غير أب .
قال : قوله : محمد أن يتخذ من ولد المعنى : أن يتخذ ولدا ومن مؤكدة .
وإن الله ربي وربكم الآية ، هذا قول عيسى لهم فاختلف الأحزاب من بينهم يعني : النصارى ، فتجادلوا في عيسى ؛ فقالت فرقة : هو ابن الله ، وقالت فرقة : إن الله هو المسيح ابن مريم ، وقالت فرقة : الله إله ، وعيسى إله ، ومريم إله .
[ ص: 96 ] قال الله : فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا وذلك يوم القيامة يقول : ما أسمعهم يومئذ وما أبصرهم ؛ سمعوا حين لم ينفعهم السمع ، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر .