الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا  من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا  خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا  يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا  يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا  نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما  

                                                                                                                                                                                                                                      كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق أي : من أخبار ما قد مضى وقد آتيناك أعطيناك من لدنا من عندنا ذكرا يعني : القرآن من أعرض عنه عن القرآن لم يؤمن به فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ثقلا ، يعني : الإثم خالدين فيه أي : في ثواب ذلك الوزر ، وهي النار وساء لهم أي : وبئس لهم يوم القيامة حملا يعني : ما يحملون على ظهورهم من الوزر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (حملا) منصوب على التمييز ، المعنى : ساء الوزر لهم يوم القيامة حملا ، وسمي (الوزر حملا) ؛ لأن صاحبه يحمل به ثقلا .

                                                                                                                                                                                                                                      يوم ينفخ في الصور والصور : قرن ينفخ فيه صاحب الصور ؛  فينطلق كل روح إلى جسده ، تجعل الأرواح كلها في الصور ؛ فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح مثل النحل كل روح إلى جسده ونحشر المجرمين المشركين ، هذا حشر إلى النار يومئذ زرقا أي : مسودة وجوههم يتخافتون بينهم أي : [ ص: 127 ] يتسارون إن لبثتم في الدنيا إلا عشرا يقللون لبثهم في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الخفوت أصله في اللغة : السكون ، يقال : خفت الكلام وخفت الدعاء إذا سكن .

                                                                                                                                                                                                                                      إذ يقول أمثلهم طريقة أي : أعقلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يعني : أعقلهم عند نفسه ، وأعلمهم بما يقول . إن لبثتم أي : ما لبثتم إلا يوما قال قتادة : هي مواطن ، قالوا إلا عشرا ، وإلا يوما ، وقالوا : لبثنا يوما أو بعض يوم وقال : ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون يحلف المجرمون ما لبثوا غير ساعة أي : في الدنيا ، وذلك لتصاغر الدنيا عندهم ، وقلتها في طول الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية