الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا  فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا  يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا  يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما  وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما  ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما  وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا  

                                                                                                                                                                                                                                      ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا أي : يذريها تذرية من [ ص: 128 ] أصولها ، تصير الجبال كالهباء المنثور .

                                                                                                                                                                                                                                      فيذرها يعني : الأرض قاعا صفصفا القاع : الذي لا أثر عليه ، والصفصف : المستوية التي ليس عليها نبات لا ترى فيها عوجا قال ابن عباس : العوج : الوادي ولا أمتا قال مجاهد : يعني : ارتفاعا يومئذ يتبعون الداعي صاحب الصور ؛ أي : يسرعون إليه حين يخرجون من قبورهم لا عوج له أي : لا يتعوجون عن إجابته يمينا ولا شمالا وخشعت الأصوات للرحمن أي : سكنت فلا تسمع إلا همسا قال الحسن : يعني صوت الأقدام .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الهمس في اللغة :  الشيء الخفي .

                                                                                                                                                                                                                                      يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا يعني : التوحيد .

                                                                                                                                                                                                                                      يعلم ما بين أيديهم من أمر الآخرة وما خلفهم من أمر الدنيا ، أي : إذا صاروا في الآخرة ولا يحيطون به علما أي : ويعلم ما لا يحيطون به علما ، أي : ما لا يعلمون وعنت الوجوه للحي القيوم أي : ذلت ، والقيوم : القائم على كل نفس .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : عنا يعنو ، إذا خضع . وقد خاب من حمل ظلما أي : شركا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 129 ] ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما يعني : أن يزاد عليه في سيئاته ولا هضما أن ينقص من حسناته .

                                                                                                                                                                                                                                      وصرفنا فيه من الوعيد أي : بينا ؛ من يعمل كذا فله كذا لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا تفسير السدي : المعنى : لعلهم يتقون ، ويحدث لهم ذكرا ، الألف ها هنا صلة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية