الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم  في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 235 ] الله نور السماوات والأرض يعني : بنوره يهتدي من في السماوات والأرض مثل نوره الذي أعطى المؤمن في قلبه كمشكاة تفسير ابن عمر قال : المشكاة : الكوة في البيت التي ليست بنافذة فيها مصباح يعني : السراج المصباح في زجاجة يعني : القنديل الزجاجة كأنها كوكب دري أي : منير ضخم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (دري) بلا همز ، فهو منسوب إلى الدر ، ومن قرأ (دريء) بالهمز وكسر الدال ، فهو من النجوم الدراري .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : يوقد يعني : المصباح من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية قال قتادة : يعني : لا يفيء عليها ظل شرق ولا غرب هي ضاحية للشمس ، وهي أصفى الزيت وأعذبه قال بعضهم : هي في سفح جبل يكاد زيتها يعني : الزجاجة يضيء ولو لم تمسسه نار وهذا مثل قلب المؤمن ، يكاد يعرف الحق من قبل أن يتبين له فيما يذهب إليه من موافقة الحق فيما أمر به ، وفيما يذهب إليه من كراهيته ما ينهى عنه نور على نور قال مجاهد : نور الزجاجة ونور الزيت ونور المصباح ، فكذلك قلب المؤمن إذا تبين له الحق صار نورا على نور .

                                                                                                                                                                                                                                      في بيوت أذن الله أن ترفع تفسير مجاهد : أن تبنى ، يعني : المساجد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 236 ] يحيى : عن مندل بن علي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله عليه السلام " من بنى مسجدا لله ولو مثل مفحص قطاة بني له بيت في الجنة " .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 237 ] يسبح له فيها بالغدو والآصال الغدو : صلاة الصبح ، والآصال : العشي : الظهر والعصر ، وقد ذكر في غير هذه الآية المغرب والعشاء ، وجميع الصلوات الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 238 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية