الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد  أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير  

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد آتينا داوود منا فضلا يعني : النبوة يا جبال أوبي قلنا : يا جبال أوبي معه; أي : سبحي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 8 ] قال محمد : ذكر ابن قتيبة أن أصل الكلمة من التأويب في السفر . قال : وهو أن [يسير] النهار كله وينزل ليلا كأن المعنى : أوبي النهار كله بالتسبيح .

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر الزجاج : أن أصل الكلمة من آب يؤوب; إذا رجع ، كأنه أراد : سبحي معه ورجعي التسبيح; فالله أعلم ما أراد .

                                                                                                                                                                                                                                      والطير هو كقوله : وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير أي : وسخرنا له الطير وألنا له الحديد ألانه الله له; فكان يعمله بلا نار ولا مطرقة بأصابعه الثلاثة أن اعمل سابغات وهي الدروع وقدر في السرد تفسير مجاهد : لا تصغر المسمار وتعظم الحلقة; فيسلس ، ولا تعظم المسمار وتصغر الحلقة فتنفصم الحلقة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : السابغ : الذي يغطي كل ما تحته حتى [يفضل وذكر] لأنها تدل على الموصوف ومعنى السرد : النسج ، ويقال للحرز أيضا : سرد ، ويقال لصانع الدرع : سراد وزراد; تبدل من السين : الزاي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 9 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية