وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير
وما يستوي الأعمى والبصير وهذا تبع لقوله : وما يستوي البحران ، ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات هذا كله مثل المؤمن والكافر; أي : كما لا يستوي ما ذكر; فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر .
قال الحرور : (استيقاد ) الحر ولفحه بالليل والنهار . محمد :
إن الله يسمع من يشاء أي : يهديه للإيمان وما أنت بمسمع من في القبور أي : وما أنت بمسمع الكفار سمع قبول; كما أن الذين في القبور لا يسمعون .
وإن من أمة إلا خلا فيها نذير أي : من أمة ممن أهلكها إلا خلا فيها نذير ، يحذر المشركين أن ينزل بهم ما نزل بهم إن كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات قال السدي : يعني الآيات التي كانت تجيء بها الأنبياء وبالزبر يعني أحاديث [الكتاب] ما كان [من قبلهم] من المواعظ وبالكتاب المنير البين ، يعني : الكتاب الذي يجيء به النبي منهم إلى قومه فكيف كان نكير أي : كان شديدا .
[ ص: 30 ]