والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير
مصدقا لما بين يديه يعني : التوراة والإنجيل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا اخترنا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه إلى قوله : يدخلونها .
يحيى : عن النضر بن بلال ، عن عن أبان بن أبي عياش ، جعفر بن زيد وذكر حديثا فيه : أن قال : " أبا الدرداء ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إلى قوله : جنات عدن يدخلونها إلى آخر الآية ، قال : فيجيء هذا السابق بالخيرات فيدخل الجنة بلا حساب ، ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ثم يتجاوز الله عنه ، ويجيء هذا الظالم لنفسه فيوقف ويعير ويوبخ ويعرف ذنوبه ، ثم يدخله الله الجنة بفضل رحمته ، فهم الذي قالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور غفر الذنب الكبير ، وشكر العمل اليسير " . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية :
[ ص: 32 ] يحيى : عن أبي أمية ، عن عن ميمون بن سياه ، أن شهر بن حوشب; قال : " عمر بن الخطاب " . سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له
ومن حديث يحيى بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن عن صالح مولى التوءمة ، قال : " أبي الدرداء قرأ رسول الله هذه الآية ، فقال : أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب ، والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيحبس في طول المحشر ، ثم يتجاوز الله عنه " .
[ ص: 33 ]