الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير  وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور  الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب  والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور  وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير  إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور  

                                                                                                                                                                                                                                      يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ليس من أهل الجنة أحد إلا وفي يديه ثلاثة أسورة : سوار من ذهب ، وسوار من فضة ، وسوار من لؤلؤ .  وقال ها هنا : من أساور من ذهب ولؤلؤا وقال في آية أخرى وحلوا أساور من فضة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : (ولؤلؤا ) فعلى معنى : (يحلون لؤلؤا ) وأساور جمع : أسورة ، واحدها : سوار .

                                                                                                                                                                                                                                      ولباسهم فيها حرير يحيى : عن حماد بن سلمة ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة قال : " دار المؤمن درة مجوفة في وسطها شجرة تنبت الحلل ، ويأخذ بأصبعه - أو قال : [ ص: 34 ] بأصابعه - سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والمرجان   " .

                                                                                                                                                                                                                                      الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إعياء .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المقامة والإقامة واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (فيموتوا ) يجعله جواب الفاء للنفي في أوله .

                                                                                                                                                                                                                                      وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أي : ارددنا في الدنيا نعمل صالحا! قال الله : أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير يعني : النبي صلى الله عليه وسلم . [قال قتادة] نزلت هذه الآية وفيها ابن ثماني عشرة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 35 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية