وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
وجاء من أقصى المدينة أنطاكية رجل يسعى يسرع ، وهو حبيب النجار .
تفسير قال : كان [رجلا] من قوم مجاهد يونس وكان به جذام ، فكان يطيف بآلهتهم يدعوها فلم يغن ذلك عنه شيئا ، فبينما هو يوما إذ هو بجماعة فدنا منهم; فإذا نبي يدعوهم إلى الله وقد قتلوا قبله اثنين ، فدنا منه ، فلما سمع كلام النبي قال : يا عبد الله ، إن معي ذهبا ، فهل أنت آخذه مني وأتبعك وتدعو الله لي ؟ قال : لا أريد ذهبك ولكن اتبعني فلما رأى الذي به دعا الله له فبرأ ، فلما رأى ما صنع به قال : يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا لما كان عرض عليه من الذهب فلم يقبله منه وما لي لا أعبد الذي فطرني إلى قوله : فاسمعون أي : فاسمعوا مني قولي ، دعاهم إلى الإيمان فلما سمعوه قتلوه ، فقيل له : ادخل الجنة . قال أي : [ ص: 43 ] وجبت لك الجنة مجاهد : قال يا ليت قومي يعلمون الآية .