الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون  وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون  ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون  سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون  وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون  والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم  والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم  لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون  وخلقنا لهم من مثله ما يركبون  وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون  إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين  

                                                                                                                                                                                                                                      وآية لهم الأرض الميتة يعني : التي لا نبات فيها أحييناها بالنبات; أي : فالذي أحياها بعد موتها قادر على أن يحيي الموتى .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وآية رفع بالابتداء ، وخبرها الأرض الميتة ومعنى آية : علامة .

                                                                                                                                                                                                                                      ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أي : لم تعمله أيديهم [ ص: 45 ] سبحان الذي خلق الأزواج كلها يعني : الأصناف مما تنبت الأرض ومن أنفسهم يعني : الذكر والأنثى ومما لا يعلمون مما خلق في البر والبحر وآية لهم الليل نسلخ منه النهار أي : نذهب منه النهار والشمس تجري لمستقر لها لا تجاوزه ، وهذا بعد مسيرها ، ثم ترجع منازلها إلى يوم القيامة حيث تكور ويذهب ضوؤها والقمر قدرناه منازل أي : يجري على منازله; يزيد وينقص حتى عاد كالعرجون القديم كعذق النخلة اليابس; يعني : إذا كان هلالا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (والقمر ) بالرفع ، فعلى معنى : وآية لهم القمر .

                                                                                                                                                                                                                                      لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر تفسير الحسن : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ليلة الهلال خاصة لا يجتمعان في السماء ، وقد يريان جميعا ويجتمعان في غير ليلة الهلال ، وهو كقوله : والقمر إذا تلاها إذا تبعها ليلة الهلال خاصة ولا الليل سابق النهار أي : يأتي عليه النهار ، كقوله : يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا .

                                                                                                                                                                                                                                      وكل في فلك يسبحون يعني : الشمس والقمر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحسن : الفلك : طاحونة مستديرة كفلكة المغزل بين السماء والأرض تجري فيها الشمس والقمر والنجوم ، وليست بملتصقة بالسماء ، ولو كانت ملتصقة ما جرت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 46 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية