وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين
(وآية لهم أنا حملنا ذرياتهم في الفلك المشحون) يعني : نوحا وبنيه الثلاثة : سام وحام ويافث ، منهم ذرئ الخلق بعد ما غرق قوم نوح; والمشحون : الموقر ، يعني : مما حمل نوح معه في السفينة وخلقنا لهم من مثله من مثل الفلك ما يركبون يعني : الإبل وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم أي : فلا مغيث لهم ولا هم ينقذون من العذاب إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين فبرحمتنا نمتعهم إلى يوم القيامة ، ولم نهلكهم بعذاب الاستئصال ، وسيهلك كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم تفسير الكلبي : ما بين أيديكم . من أمر الآخرة اتقوها واعملوا بها ، وما خلفكم يعني : الدنيا إذا كنتم في الآخرة فلا تغتروا بالدنيا; فإنكم تأتون الآخرة وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله وهذا تطوع قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه فإذا لم يشإ الله أن يطعمه لم نطعمه ؟ ! إن أنتم إلا في ضلال مبين يقوله المشركون للمؤمنين .
[ ص: 47 ]