أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين
أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أي : قوتنا في تفسير الحسن كقوله : والسماء بنيناها بأيد [أي : بقوة] وذللناها لهم فمنها ركوبهم أي : ما يركبون .
قال (الركوب ) بفتح الراء اسم ما يركب ، والركوب المصدر ، ويقال : مكان ركوب ، يريدون الاسم . محمد :
[ ص: 53 ] ولهم فيها منافع في أصوافها ، وأوبارها ، وأشعارها ، ولحومها ومشارب يشربون من ألبانها أفلا يشكرون أي : فليشكروا واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون يمنعون لا يستطيعون نصرهم لا تستطيع آلهتهم التي يعبدون نصرهم وهم لهم جند محضرون معهم في النار; في تفسير قتادة فلا يحزنك قولهم أنك ساحر ، وأنك شاعر [وأنك كاهن] وأنك مجنون ، وأنك كاذب إنا نعلم ما يسرون من عداوتهم لك وما يعلنون فيعصمك الله منهم ويذلهم لك ، ففعل الله ذلك به .