الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون  ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون  وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين  لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين  

                                                                                                                                                                                                                                      ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أي : لأقعدناهم على أرجلهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون أي : إذا فعلنا ذلك بهم لم يستطيعوا أن يتقدموا ولا يتأخروا ومن نعمره أي : إلى أرذل العمر ننكسه في الخلق فيكون [ ص: 51 ] بمنزلة الصبي الذي لا يعقل أفلا يعقلون يعني : المشركين ، أي : فالذي خلقكم ثم جعلكم شبابا ثم جعلكم شيوخا ثم نكسكم في الخلق فردكم بمنزلة الطفل الذي لا يعقل شيئا - قادر على أن يبعثكم يوم القيامة وما علمناه الشعر يعني : النبي صلى الله عليه وسلم وما ينبغي له أن يكون شاعرا ولا يروي الشعر ، هذا لقولهم في النبي أنه شاعر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال قتادة : وقالت عائشة : " لم يتكلم رسول الله ببيت شعر قط; غير أنه أراد مرة أن يتمثل ببيت شعر فلم يقمه   " وقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قاتل الله طرفة حيث يقول :

                                                                                                                                                                                                                                      (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزود بالأخبار )

                                                                                                                                                                                                                                      قيل له : إنه قال :

                                                                                                                                                                                                                                      (ويأتيك بالأخبار من لم تزود      . . . . . )

                                                                                                                                                                                                                                      فقال : سواء
                                                                                                                                                                                                                                      " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 52 ] إن هو إلا ذكر وقرآن مبين تفسير بعضهم : إن هو إلا تفكر في ذات الله وقرآن مبين بين لينذر يا محمد من كان حيا أي : مؤمنا هو الذي يقبل نذارتك ويحق القول الغضب على الكافرين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية