وإذا مس الإنسان ضر يعني : مرضا دعا ربه منيبا إليه أي : دعاه بالإخلاص أن يكشف عنه ثم إذا خوله نعمة منه أي : عافاه من ذلك المرض نسي ما كان يدعو إليه من قبل هو كقوله : مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه .
[ ص: 105 ] قال كل شيء أعطيته فقد خولته ومن هذا قول محمد : زهير :
(هنالك إن يستخولوا المال يخولوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا )
ويقال : فلان يخول أهله إذا رعى غنمهم ، أو ما أشبه ذلك .وجعل لله أندادا يعني : الأوثان; الند في اللغة : العدل ليضل عن سبيله أي : يتبعه على ذلك غيره قل يا محمد للمشرك : تمتع في الدنيا بكفرك قليلا أي أن بقاءك في الدنيا قليل إنك من أصحاب النار .
أمن هو قانت يعني (مصل آناء الليل يعني : ساعات الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة أي : يخاف عذابها ويرجو رحمة ربه يعني : الجنة يقول : أمن هو قانت إلى آخر الآية ، كالذي جعل لله أندادا فعبد الأوثان دوني ، ليس مثله .
قال أصل القنوت الطاعة ، وقرأ محمد : نافع (أمن ) بالتخفيف .
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون أي : هل يستوي هذا المؤمن الذي يعلم أنه ملاق ربه ، وهذا المشرك الذي جعل لله [ ص: 106 ] الأنداد; أي : أنهما لا يستويان إنما يتذكر إنما (يقبل ) التذكرة أولو الألباب أصحاب العقول; وهم المؤمنون .
للذين أحسنوا آمنوا في هذه الدنيا حسنة أي : في الآخرة; وهي الجنة وأرض الله واسعة هو كقوله : يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون في الأرض التي أمركم أن تهاجروا إليها; يعني : المدينة إنما يوفى الصابرون يعني : الذين صبروا على طاعة الله أجرهم الجنة بغير حساب . يقول : لا حساب عليهم في الجنة ، كقوله : يرزقون فيها بغير حساب .