الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: خلق الإنسان من عجل  وعلى عجل كأنك قلت: بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم (متى) في موضع نصب، لأنك لو أظهرت جوابها رأيته منصوبا فقلت: الوعد يوم كذا وكذا (ولو) جعلت (متى) في موضع رفع كما تقول: متى الميعاد؟ فيقول: يوم الخميس ويوم الخميس. وقال الله موعدكم يوم الزينة فلو نصبت كان صوابا. فإذا جعلت الميعاد في نكرة من الأيام والليالي والشهور والسنين رفعت فلقت: ميعادك يوم أو يومان، وليلة وليلتان كما قال الله غدوها شهر ورواحها شهر والعرب تقول: إنما البرد شهران وإنما الصيف شهران. ولو جاء نصبا كان صوابا. وإنما اختاروا الرفع لأنك أبهمت الشهرين فصارا جميعا كأنهما وقت للصيف.

                                                                                                                                                                                                                                      وإنما اختاروا النصب في المعرفة لأنها حين معلوم مسند إلى الذي بعده، فحسنت الصفة، كما أنك تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله دون من الرجال، وعبد الله دونك فتنصب. ومثله اجتمع الجيشان فالمسلمون جانب والكفار [ ص: 204 ] جانب. فإذا أضفت نصبت فقلت: المسلمون جانب صاحبهم، والكفار جانب صاحبهم فإذا لم تضف الجانب صيرتهم هم كالجانب لا أنهم فيه فقس على ذا وقوله: ولا هم ينصرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمن ينصرني من الله إن عصيته : فمن يمنعني. ذلك معناه -والله أعلم- في عامة القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية