الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: يحل أكل السمك الطافي  ، وقال أبو حنيفة : لا يحل.

                                                              1942 - أخبرنا ابن عبد الواحد ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، ثنا حسن بن موسى ، ثنا زهير ، ثنا أبو الزبير عن جابر ، قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر علينا أبا عبيدة ، وزودنا جرابا من تمر لم نجد لنا غيره ، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة ، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم ، فإذا هو دابة تدعى العنزة فأكلنا منها حتى سمنا ، فلما قدمنا أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه فأكله أخرجه مسلم في صحيحه. احتجوا بحديث ، وله ثلاثة طرق:

                                                              الطريق الأول:

                                                              1943 - أنبأنا عبد الوهاب الحافظ ، أنبأ المبارك بن عبد الجبار ، أنبأ أبو الطيب الطبري ، ثنا علي بن عمر الدارقطني ، ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كلوا ما حسر عنه البحر وما ألقى ، وما وجدتموه ميتا ، أو طافيا فوق الماء فلا تأكلوه . قال الدارقطني : تفرد به عبد العزيز ، عن وهب ، وعبد العزيز ضعيف لا يحتج به ، وقال أحمد : هو ضعيف ، والحديث ليس بصحيح ، وقال النسائي : هو متروك.

                                                              1944 - وبالإسناد قال الدارقطني : وثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا محمد بن علي الكوفي ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، ثنا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا طفا فلا تأكله ، وإذا جزر عنه فكله ، وما كان على حافتيه فكله . قال الدارقطني : لم يسنده عن الثوري غير أبي أحمد ، ورواه وكيع أو عبد الرزاق ومؤمل وابن جريج ، عن الثوري موقوفا ، وكذلك رواه أيوب السختياني وعبيد الله بن عمر وابن جريج وزهير وحماد بن سلمة وغيرهم ، عن أبي الزبير موقوفا ، ولا يصح رفعه.

                                                              الطريق الثالث:

                                                              1945 - أنبأنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ أبو علي التستري ، أنبأ أبو عمر الهاشمي ثنا [ ص: 363 ] أبو علي اللؤلؤي ، قال: ثنا أبو داود ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا يحيى بن سليم الطائفي ، ثنا إسماعيل بن أمية ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه ، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه ، وفي هذا الطريق إسماعيل بن أمية وهو متروك. قال أبو داود : وقد رواه سفيان وأيوب وحماد ، عن أبي الزبير فوقفوه على جابر .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية