الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
577 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [رحمه الله ] : "أنه نهى عن الفرس في الذبيحة " .

قال : حدثناه مروان بن معاوية الفزاري ، عن هشام الدستوائي ، وحجاج بن أبي عثمان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن المعرور الكلبي ، عن عمر [ ص: 153 ] .

قال : وحدثناه عبد الله بن المبارك ، عن الأوزاعي ، عن المعرور الكلبي ، عن عثمان بن عفان .

قال أبو عبيد : ولا أرى المحفوظ إلا حديث ابن المبارك .

قال أبو عبيدة : الفرس هو النخع ،  يقال منه :

[قد ] فرست الشاة ونخعتها ، وذلك أن تنتهي بالذبح إلى النخاع ، وهو عظم في الرقبة ، ويقال : بل هو الذي يكون في فقار الصلب شبيه بالمخ ، وهو متصل بالقفا . يقول : فنهى أن ينتهى بالذبح إلى ذلك .

قال أبو عبيد : أما النخع فهو على ما قال أبو عبيدة .

وأما الفرس ، فقد خولف فيه . يقال : هو الكسر ، وإنما نهى أن تكسر رقبة الذبيحة قبل أن تبرد ، ومما يبين ذلك أن في الحديث :

"ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق " .

وكذلك عمر بن عبد العزيز [رحمه الله ] : "أنه نهى عن الفرس والنخع ، وأن يستعان عن الذبيحة بغير حديدتها " .

أفلا ترى أن الكسر معونة عليها ؟

ومع هذا إن الفرس معروف في الكلام أنه الكسر [ ص: 154 ] .

ويقال : إنما سميت فريسة الأسد ؛ لأنه يكسرها .

قال [ أبو عبيد ] : الفرس بالسين : الكسر ، وبالصاد : الشق .

التالي السابق


الخدمات العلمية