قال : حدثناه هشيم ، وأبو يوسف جميعا قالا : أخبرنا مطرف [بن طريف ] ، عن الشعبي ، عن عمر .
قال "أبو عمرو " : المجاديح ، واحدها مجدح ، وهو : نجم من النجوم كانت العرب : تقول : إنه يمطر به . كقولهم في الأنواء .
قال : فسألت عنه الأصمعي ، فلم يقل فيه شيئا ، وكره أن يتأول على عمر مذهب الأنواء [ ص: 158 ] .
وقال الأموي : يقال فيه أيضا : إنه المجدح - بالضم - وأنشدنا :
وأطعن بالقوم شطر الملو ك حتى إذا خفق المجدح
والذي يراد من هذا الحديث أنه جعل الاستغفار استسقاء ، يتأول قول الله - تبارك وتعالى - استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراوإنما نرى أن "عمر " تكلم بهذا على أنها كلمة جارية على ألسنة العرب ، ليس على تحقيق الأنواء ، ولا [على ] التصديق بها .
وهذا شبيه بقول ابن عباس [رحمه الله ] - في رجل جعل أمر امرأته بيدها ، فطلقته ثلاثا ، فقال : خطأ الله نوءها ، ألا طلقت نفسها ثلاثا " .
ليس هذا منه دعاء عليها ألا تمطر ، إنما هو على الكلام المقول .
ومما يبين لك أن عمر أراد إبطال الأنواء ، والتكذيب بها ، قوله : "لقد استقيت بمجاديح السماء التي يستنزل بها الغيث " فجعل الاستغفار هو المجاديح ، لا الأنواء [ ص: 159 ] .


