الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
609 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - أنه كان يطوف بالبيت وهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار  ما له هجيرى غيرها .

قال : حدثنا أبو بكر [بن عياش ] عن عاصم ، عن حبيب بن صهبان أنه رأى عمر يفعل ذلك [ ص: 217 ] .

وقال الكسائي ، وأبو زيد - وغير واحد - قوله : هجيراه : كلامه ، ودأبه ، وشأنه ، وقال ذو الرمة يصف صائدا رمى حمرا ، فأخطأها ، فأقبل يتلهف ، ويدعو بالويل والحرب ، فقال :


رمى فأخطأ والأقدار غالبة فانصعن والويل هجيراه والحرب

قال أبو عبيد : وللعرب كلام على هذا المثال ؛ أحرف معروفة [منها ] قالوا : الهجيرى ، وهي التي وصفنا .

والخليفى ، وهي الخلافة ، وإياها أراد عمر [رضي الله عنه ] بقوله : "لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت " .

قال [ أبو عبيد ] حدثناه هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمر .

ومن ذلك قول عمر بن عبد العزيز [رحمه الله] : "لا رديدى في الصدقة" يقول : لا ترد [ ص: 218 ] .

ومما يقال في الكلام : "كانت بين القوم رميا ، ثم حجزت بينهم حجيزى" يريدون : كان بينهم رمي ، ثم صاروا إلى المحاجزة .

وكذلك الهزيمى : من الهزيمة ، والمنينى : من المنة ، والدليلى : من الدلالة ، وأكثر كلامهم الدلالة ، والخطيبى : من الخطبة ، وهي كلها مقصورة ، ويدلك على ذلك قول عدي بن زيد :


لخطيبى التي غدرت وخانت     وهن ذوات غائلة لحينا

التالي السابق


الخدمات العلمية