612 - وقال في حديث أبو عبيد [رضي الله عنه ] أنه قال : "إن عمر قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله [تبارك وتعالى ] [ ص: 223 ] .
هكذا يروى الحديث بالتخفيف وكسر الواو ، يحدثونه عن عوف ، عن الحسن ، عن عمر .
وأما الذي تكلم به العرب فالمغويات - بالتشديد وفتح الواو - وواحدتها مغواة ، وهي حفرة كالزبية تحفر للذئب ، ويجعل فيها جدي ، إذا نظر إليه الذئب سقط يريده ؛ فيصاد .
ومن هذا قيل لكل مهلكة : مغواة ، قال رؤبة :
إلى مغواة الفتى بالمرصاد
يعني إلى مهلكته ومنيته شبهها بتلك المغواة .
وأما الزبية ، فإنها تحفر للأسد ، وإنما تحفر في مكان مرتفع ، وكل حفرة في ارتفاع فهي زبية ، ولهذا قيل : "بلغ السيل الزبا" وإنما تجعل على الرابية لئلا يدخلها السيل .
وإنما أراد أن "عمر " قريشا تريد أن تكون مهلكة لمال الله [عز وجل ] كإهلاك تلك المغواة لما سقط فيها .