قال أبو عبيد : يقول : إذا رأيته في منزلك فادفعه ، واكففه بما استطعت ، ولا تنتظر فيه شيئا ، وكل شيء كففته فقد ورعته ، قال أبو زبيد :
وورعت ما يكبي الوجوه رعاية ليحضر خير أو ليقصر منكر [ ص: 241 ]
يقول : ورعت عنكم ما يكبي وجوهكم ، يمتن بذلك عليهم .وقوله : "لا تراعه" يقول : لا تنتظره ، وكل شيء تنتظره ، فأنت [تراعيه و ] تراعاه ، قال الأعشى :
فظللت أرعاها وظل يحوطها     حتى دنوت إذا الظلام دنا لها 
ومنه قيل للصائم : هو يرعى الشمس : يعني أن تغيب ، وكذلك الساهر يرعى النجوم .
وقد فسره بعض الفقهاء ، قال : قوله : "ورع" يقول : بره من السرقة ، ولا تتهمه ، يذهب به إلى الورع ، وليس هذا من الورع في شيء ، إنما هذا رخصة من "عمر " في الإقدام عليه ، وكذلك يروى عن ابن عمر : أنه رأى لصا في داره ، فطلب السيف أو غيره من السلاح ؛ ليقدم عليه .
وكذلك يروى عن ابن سيرين ، أنه قال : "ما كانوا يمسكون عن اللص إذا دخل دار أحدهم تأثما " .
				
						
						
