قال: حدثنيه " الأشجعي" ، عن " مسعر بن كدام".
قال " أبو عبيد ": لا أدري أسنده " مسعر" إلى غيره أم لا؟ .
قال: وحدثناه " الأشجعي" ، عن " مسعر" ، قال: مر رجل بأبي الدرداء وهو يبني مسجدا، فقال: " أبنيه لآل حم".
قال " الأشجعي": وقال " مسعر": كن يسمين العرائس.
قال " أبو عبيد ": وحدثني " حجاج بن محمد" ، عن " أبي معشر" ، عن " محمد [ ص: 109 ] ابن قيس" ، قال: رأى رجل سبع جوار حسنات مزينات في النوم، فقال: لمن أنتن؟ بارك الله فيكن، فقلن: نحن لمن قرأنا، نحن آل حم.
قال " أبو عبيد ": وحدثني " الأشجعي" أيضا، عن " سفيان بن عيينة" ، عن " ابن أبي نجيح" ، عن " مجاهد" قال: قال " عبد الله": " آل حم ديباج القرآن"
قال " الفراء": قوله: " آل حم": إنما هو كقولك: آل فلان، وآل فلان، كأنه نسب السورة كلها إلى حم.
وأما قول العامة: " الحواميم" فليس من كلام العرب ألم تسمع قول " الكميت":
وجدنا لكم في آل حم آية تأولها منا تقي ومعزب
فهكذا رواها " الأموي" بالزاي، وكان " أبو عمرو" يرويها بالراء [ ص: 110 ] .وأما قول " عبد الله": " في الروضات": فإنها - البقاع التي تكون فيها صنوف النبات من رياحين البادية، وغير ذلك، ويكون فيها أنواع النور والزهر، فشبه حسنهن بآل حم.
وقوله: " أتأنق فيهن": يعني أتتبع محاسنهن، ومنه قيل: منظر أنيق: إذا كان حسنا معجبا، وكذلك قول " عبيد بن عمير": " ما من عاشية أشد أنقا، ولا أبعد شبعا من طالب علم، طالب العلم جائع على العلم أبدا".
ومما يحقق قولهم في " آل حم" أن السورة منسوبة إليه، حديث يروى عن " النبي" - صلى الله عليه وسلم - قال: حدثني " ابن مهدي" ، عن " سفيان" ، عن " أبي إسحاق" ، عن " المهلب بن أبي صفرة" ، عمن سمع " النبي" - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن بيتم الليلة، فقولوا: حم لا ينصرون"
قال " أبو عبيد ": هكذا يقول المحدثون بالنون، وأما في الإعراب، فبغير نون، كأنه قال: اللهم لا ينصروا، يكون دعاء، ويكون جزاء [ ص: 111 ] .
حم: اسم من أسماء الله.


