الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
775 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] : " إذا وقعت في " آل حم" وقعت في روضات دمثات، أتأنق فيهن" يعني: سور.

قال: حدثنيه " الأشجعي" ، عن " مسعر بن كدام".

قال " أبو عبيد ": لا أدري أسنده " مسعر" إلى غيره أم لا؟ .

قال: وحدثناه " الأشجعي" ، عن " مسعر" ، قال: مر رجل بأبي الدرداء وهو يبني مسجدا، فقال: " أبنيه لآل حم".

قال " الأشجعي": وقال " مسعر": كن يسمين العرائس.

قال " أبو عبيد ": وحدثني " حجاج بن محمد" ، عن " أبي معشر" ، عن " محمد [ ص: 109 ] ابن قيس" ، قال: رأى رجل سبع جوار حسنات مزينات في النوم، فقال: لمن أنتن؟ بارك الله فيكن، فقلن: نحن لمن قرأنا، نحن آل حم.

قال " أبو عبيد ": وحدثني " الأشجعي" أيضا، عن " سفيان بن عيينة" ، عن " ابن أبي نجيح" ، عن " مجاهد" قال: قال " عبد الله": " آل حم ديباج القرآن"  

قال " الفراء": قوله: " آل حم": إنما هو كقولك: آل فلان، وآل فلان، كأنه نسب السورة كلها إلى حم.

وأما قول العامة: " الحواميم" فليس من كلام العرب ألم تسمع قول " الكميت":


وجدنا لكم في آل حم آية تأولها منا تقي ومعزب

فهكذا رواها " الأموي" بالزاي، وكان " أبو عمرو" يرويها بالراء [ ص: 110 ] .

وأما قول " عبد الله": " في الروضات": فإنها - البقاع التي تكون فيها صنوف النبات من رياحين البادية، وغير ذلك، ويكون فيها أنواع النور والزهر، فشبه حسنهن بآل حم.

وقوله: " أتأنق فيهن":  يعني أتتبع محاسنهن، ومنه قيل: منظر أنيق: إذا كان حسنا معجبا، وكذلك قول " عبيد بن عمير": " ما من عاشية أشد أنقا، ولا أبعد شبعا من طالب علم، طالب العلم جائع على العلم أبدا".

ومما يحقق قولهم في " آل حم" أن السورة منسوبة إليه، حديث يروى عن " النبي" - صلى الله عليه وسلم - قال: حدثني " ابن مهدي" ، عن " سفيان" ، عن " أبي إسحاق" ، عن " المهلب بن أبي صفرة" ، عمن سمع " النبي" - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن بيتم الليلة، فقولوا: حم لا ينصرون"

قال " أبو عبيد ": هكذا يقول المحدثون بالنون، وأما في الإعراب، فبغير نون، كأنه قال: اللهم لا ينصروا، يكون دعاء، ويكون جزاء [ ص: 111 ] .

حم: اسم من أسماء الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية