قال: حدثناه " يزيد" ، عن " محمد بن عمر" ، عن ، عن " أبي سلمة" " عائشة".
قال ، و " الأصمعي" ، و " الأحمر" ، وعدة من أهل العلم، ذكر كل واحد منهم بعض هذا الكلام دون بعض [ ص: 349 ] . " ابن الكلبي"
قولها: الأسودان، وإنما السواد للتمر خاصة دون الماء، فنعتتهما جميعا بنعت أحدهما، وكذلك تفعل العرب في الشيئين يكون أحدهما مضموما مع الآخر، كالرجلين يكونان صديقين لا يفترقان، أو أخوين، وغير ذلك من الأشياء، فإنهم يسمونهما جميعا باسم الأشهر منهما، ولهذا قال الناس: سنة العمرين، وإنما هما " أبو بكر" ، و " عمر".
قال: وأنشدني و " الأصمعي" جميعا في مثل هذا " ابن الكلبي" " لقيس بن زهير بن جذيمة" يعاتب " زهدما" و " قيسا" ابني " جزء":
جزاني الزهدمان جزاء سوء وكنت المرء يجزى بالكرامه
فقال: الزهدمان، وإنما هما " زهدم" و " قيس" ، وأنشدني لشاعر آخر يعاتب أخوين، يقال لأحدهما: " الحر" ، والآخر " أبي" ، فقال [ ص: 350 ] : " الأصمعي"ألا من مبلغ الحرين عني مغلغلة وخص بها أبيا
ولأبويه لكل واحد منهما السدس ، فكثر هذا في كلامهم، حتى قالوه في الأرضين وغيرهما. قال: وأنشدني " الأحمر":
نحن سببنا أمكم مقربا
حين صبحنا الحيرتين المنون
يريد " الحيرة" و " الكوفة".ومنه قول " أحيوا ما بين العشاءين" وإنما هما المغرب والعشاء ومنه الحديث المرفوع: " بين كل أذانين صلاة لمن شاء" وإنما هو الأذان [ ص: 351 ] والإقامة، ومنه: " سلمان": " البيعان بالخيار مالم يتفرقا" ، وإنما هو البائع والمشتري.
فكل هذا حجة لمن قال: إن العمرين: " أبو بكر" و وليس قول من يقول: إنما هما " عمر" و " عمر بن الخطاب" بشيء، إنما هذا من قلة المعرفة بالكلام، وإنما قالوا: " العمرين" فيما نرى، ولم يغلبوا " عمر بن عبد العزيز" " أبا بكر" وهو المقدم على ، لأنه أخف في اللفظ من أن يقولوا " أبو بكرين" وأصح في المعنى، وإنما شأن العرب ما خف على ألسنتها من الكلام. " عمر"
وقد حدثني مع هذا عن " الفراء" " معاذ الهراء" وكان ثقة، قال: لقد قيل: سنة العمرين قبل خلافة [ ص: 352 ] . " عمر بن عبد العزيز"