أخبرنا ثنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، رحمه الله تعالى قال: قد أظهر الله دينه الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان أهل الكتاب ودين الأميين فقهر رسول الله الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه وسلم وهذا ظهور الدين كله وقال الله عز وجل الشافعي وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ففعل به وبأصحابه وأتباعه جميع ما وعدهم به وفي [ ص: 265 ] ذلك دليل على صحة نبوته وصدقه في دعوته صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فوعدهم في حال الخوف والشدة وغلبة أهل الكفر ظهورهم واستخلافهم في الأرض وتمكينهم من القيام بأمور دينهم الذي ارتضى لهم وتبديلهم من الخوف بالأمن،