الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك، قال: إن أهل مكة سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين   .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا هشيم، ثنا مغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله يعني ابن مسعود، قال: انشق القمر بمكة حتى صار فرقتين فقال كفار أهل مكة: هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انظروا السفار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم [ ص: 270 ] به، فسئل السفار وقدموا من كل وجه فقالوا: رأينا .

ومنها ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن ومحمد بن موسى بن الفضل قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا معاذ بن العلاء ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع فأتاه فالتزمه  وحدثنا السيد أبو الحسن العلوي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سعيد النسوي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن فهد، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا أبو حفص بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء فذكره بإسناده ومعناه قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن .

وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري، أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال، قال: قال يحيى بن سعيد: أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: كان المسجد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسقوفا على جذوع من نخل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع فلما صنع المنبر كان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت .

ورواه عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله وقال في [ ص: 271 ] آخره: "فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمها إليه، كانت تئن أنين الصبي الذي يسكت كانت تبكي على ما تسمع من الذكر عندها" .

وفي حديث سهل بن سعد الساعدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون من حنين هذه الخشبة؟" فأقبل الناس عليها فرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم " .

وفي حديث ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة" .

وفي حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى قول ابن عباس، وفي حديثه في هذه القصة فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد بخواره .

وفي حديث أم سلمة فلما فقدته - تعني الخشبة - خارت كما يخور الثور حتى سمعها أهل المسجد وأمر الحنانة من الأمور الظاهرة والأعلام الباهرة التي أخذها الخلف عن السلف، ورواية الأحاديث فيه كالتكلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية