الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن أبي الحسن ، أخبرنا عبد الرحمن يعني ابن أبي حاتم الرازي ، قال: قال أبي: قال عمرو بن سواد قال لي الشافعي رحمه الله: ما أعطى الله عز وجل نبيا ما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم، فقلت أعطى عيسى عليه السلام إحياء الموتى، فقال [ ص: 272 ] : أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيئ له المنبر فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع له صوت، فهذا أكبر من ذاك .

ومنها ما أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان ، ثنا محمد بن بشار العبدي ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، ثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله هو ابن مسعود، قال " إنكم تعدون الآيات عذابا وكنا نعدها بركة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام، وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حي على الطهور المبارك والبركة من السماء" حتى توضأنا كلنا   .

وروينا في حديث أبي ذر تسبيح الحصيات في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان، ومنها ما .

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد ، قال شعبة: وأخبرني حصين بن عبد الرحمن، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لجابر: كم كنتم يوم الشجرة؟ قال: كنا ألفا وخمسمائة، وذكر عطشا أصابهم قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء في تور فوضع يده [ ص: 273 ] فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال: فشربنا ووسعنا وكفانا قال: قلت: كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف كفانا، كنا ألفا وخمسمائة ورواه عبد العزيز بن مسلم وابن فضيل، عن حصين وفيه من الزيادة "فشربنا وتوضأنا" وفي رواية الأعمش عن سالم، عن جابر "فتوضأ الناس وشربوا" ، قال: فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه وعلمت أنه بركة .

ورواه أيضا عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الروايات عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "حي على الوضوء والبركة من الله" فأقبل الناس فتوضؤوا وشربوا، وجعلت لا هم لي إلا ما أجعل في بطني من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "والبركة من الله" .

وفي رواية ابن عباس قال: فرأيت العيون تنبع من بين أصابعه قال: فأمر بلالا ينادي في الناس: الوضوء المبارك وهذا يكون في وقت آخر فإن ابن عباس لم يشهد الحديبية ورواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صنع ذلك، والأشبه أن ذلك كان بالمدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية