الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ، وكذلك إذا وطئ جارية ذات رحم محرم من امرأته ; لما قلنا ، أما إذا وطئ المطلقة ثلاثا في العدة ; فلأن النكاح قد زال في حق الحل أصلا ; لوجود المبطل لحل المحلية وهو الطلقات الثلاث ، وإنما بقي في حق الفراش والحرمة على الأزواج فقط فتمحض الوطء حراما فكان زنا فيوجب الحد ; إلا إذا ادعى الاشتباه وظن الحل ; لأنه بنى ظنه على نوع دليل وهو بقاء النكاح في حق الفراش وحرمة الأزواج فظن أنه بقي في حق الحل أيضا ، وهذا وإن لم يصلح دليلا على الحقيقة لكنه لما ظنه دليلا اعتبر في حقه درأ لما يندرئ بالشبهات ، وإن كان طلاقها واحدة بائنة - لم يجب الحد ، وإن قال : علمت أنها علي حرام ; لأن زوال الملك بالإبانة وسائر الكنايات مجتهد فيه ; لاختلاف الصحابة رضي الله عنهم فإن مثل سيدنا عمر رضي الله عنه يقول في الكنايات : إنها رواجع ، وطلاق الرجعي لا يزيل الملك فاختلافهم يورث شبهة .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية