[ ص: 7 ] بسم الله الرحمن الرحيم  
وبه نستعين  
ما تقول السادة العلماء ، أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين - في رجل ابتلي ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته ، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق ، فما يزداد إلا توقدا وشدة ، فما الحيلة في دفعها ؟ وما الطريق إلى كشفها ؟ فرحم الله من أعان مبتلى ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى .  
فأجاب الشيخ الإمام العالم ، شيخ الإسلام مفتي المسلمين ،  شمس الدين أبو عبد الله بن أبي بكر أيوب  إمام المدرسة الجوزية رحمه الله تعالى .  
لكل داء دواء  
الحمد لله  
أما بعد : فقد ثبت في صحيح   البخاري  من حديث   أبي هريرة     - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :  ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء     .  
وفي صحيح  مسلم  من حديث   جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله :  لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله     .  
وفي مسند الإمام  أحمد  من حديث  أسامة بن شريك  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :  إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله  ، وفي لفظ :  إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، أو دواء ، إلا داء واحدا ، قالوا : يا رسول الله ما هو ؟ قال : الهرم  قال  الترمذي     : هذا حديث صحيح .  
دواء العي السؤال  
 [ ص: 8 ] 
وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها ، وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الجهل داء ، وجعل دواءه سؤال العلماء .  
فروى  أبو داود  في سننه من حديث   جابر بن عبد الله  قال :  خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر ، فشجه في رأسه ، ثم احتلم ، فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟ قالوا : ما نجد لك رخصة ، وأنت تقدر على الماء ، فاغتسل ، فمات ، فلما قدمنا على رسول الله أخبر بذلك ، فقال : قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا ؟ فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر - أو يعصب - على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ، ويغسل سائر جسده .  
فأخبر أن  الجهل داء ، وأن شفاءه السؤال     .  
				
						
						
