فصل  
شرك من جعل مع الله إلها آخر   
النوع الثاني : شرك من جعل معه إلها آخر ، ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته ، كشرك  النصارى   الذين جعلوه ثلاثة ، فجعلوا المسيح إلها ، وأمه إلها .  
ومن هذا شرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور ، وحوادث الشر إلى الظلمة .  
 [ ص: 131 ] ومن هذا شرك  القدرية   القائلين بأن الحيوان هو الذي يخلق أفعال نفسه ، وأنها تحدث بدون مشيئة الله وقدرته وإرادته ، ولهذا كانوا من أشباه المجوس .  
ومن هذا شرك - الذي حاج  إبراهيم   في ربه  إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت      [ سورة البقرة : 258 ] .  
فهذا جعل نفسه ندا لله ، يحيي ويميت بزعمه ، كما يحيي الله ويميت ، فألزمه  إبراهيم   أن طرد قولك أن تقدر على الإتيان بالشمس من غير الجهة التي يأتي بها الله منها ، وليس هذا انتقالا كما زعم بعض أهل الجدل بل إلزاما على طرد الدليل إن كان حقا .  
ومن هذا شرك كثير ممن يشرك بالكواكب العلويات ، ويجعلها أربابا مدبرة لأمر هذا العالم ، كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم .  
ومن هذا شرك عباد الشمس وعباد النار وغيرهم .  
ومن هؤلاء من يزعم أن معبوده هو الإله على الحقيقة ، ومنهم من يزعم أنه أكبر الآلهة ، ومنهم من يزعم أنه إله من جملة الآلهة ، وأنه إذا خصه بعبادته والتبتل إليه والانقطاع إليه أقبل عليه واعتنى به ، ومنهم من يزعم أن معبوده الأدنى يقربه إلى المعبود الذي هو فوقه ، والفوقاني يقربه إلى من هو فوقه ، حتى تقربه تلك الآلهة إلى الله سبحانه وتعالى ، فتارة تكثر الوسائط وتارة تقل .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					