الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          س و ا : ( السواء ) العدل . قال الله تعالى : فانبذ إليهم على سواء وسواء الشيء وسطه . قال الله تعالى : في سواء الجحيم وسواء الشيء غيره . قال الأعشى :


                                                          وما عدلت عن أهلها لسوائكا

                                                          قال الأخفش : ( سوى ) إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل يكون فيه ثلاث لغات : إن ضممت السين أو كسرت قصرت . وإذا فتحت مددت تقول : مكان سوى وسوى وسواء أي عدل ووسط فيما بين الفريقين . قلت : ومنه قوله تعالى : مكانا سوى وتقول : مررت برجل ( سواك ) و ( سواك ) و ( سوائك ) أي غيرك . وهما في الأمر ( سواء ) وإن شئت ( سواءان ) وهم ( سواء ) للجميع وهم ( أسواء ) وهم ( سواسية ) مثل ثمانية على غير قياس . الفراء : هذا الشيء لا يساوي كذا ولم يعرف هذا لا يسوى كذا . وهذا لا ( يساويه ) أي لا يعادله . و ( سويت ) الشيء ( تسوية فاستوى ) . وقسم الشيء بينهما ( بالسوية ) . ورجل ( سوي ) الخلق أي ( مستو ) و ( استوى ) من اعوجاج . واستوى على ظهر دابته أي استقر . و ( ساوى ) بينهما أي سوى . و ( استوى ) إلى السماء قصد . واستوى أي استولى وظهر . قال الشاعر :


                                                          قد استوى بشر على العراق     من غير سيف ودم مهراق

                                                          واستوى الرجل انتهى شبابه . وقصد ( سوى ) فلان أي قصد قصده . قال :


                                                          ولأصرفن سوى حذيفة مدحتي

                                                          و ( استوى ) الشيء اعتدل والاسم ( السواء ) يقال : سواء علي أقمت أم قعدت . وفي الحديث : " إذا ( تساووا ) هلكوا " . قلت : قال الأزهري قولهم : لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا ، أصله أن الخير في النادر من الناس فإذا استووا في الشر ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى . ولم يذكر أنه حديث . وكذا الهروي لم يذكره في شرح الغريبين . وقوله تعالى : لو تسوى بهم الأرض أي تستوي بهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية