[ ص: 327 ] 182
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة
في هذه السنة بايع الرشيد لعبد الله المأمون بولاية العهد بعد الأمين ، وولاه خراسان وما يتصل بها إلى همذان ، ولقبه ، المأمون وسلمه إلى جعفر بن يحيى .
( وهذا من العجائب ، فإن الرشيد قد رأى ما صنع أبوه وجده المنصور بعيسى بن موسى ، حتى خلع نفسه من ولاية العهد ، وما صنع أخوه الهادي ليخلع نفسه من العهد ، فلو لم يعاجله الموت لخلعه ، ثم هو يبايع للمأمون بعد الأمين ، وحبك الشيء يعمي ويصم ) .
وفيها حملت ابنة خاقان ملك الخزر إلى ، فماتت الفضل بن يحيى ببرذعة ، فرجع من معها إلى أبيها فأخبروه أنها قتلت غيلة ، فتجهز إلى بلاد الإسلام .
وغزا الصائفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح ، فبلغ أفسوس ، مدينة أصحاب الكهف .
[ ص: 328 ] وفيها سملت الروم عيني ملكهم قسطنطين بن أليون ، وأقروا أمه ريني وتلقب : عطسة .
وحج بالناس موسى بن عيسى بن موسى .
وكان على الموصل هرثمة بن أعين .
( وفيها جاز سليمان بن عبد الرحمن ، صاحب الأندلس ، إلى بلاد الأندلس من الشرق ، وتعرض لحرب ابن أخيه ، صاحب البلاد ، فسار إليه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الحكم في جيوش كثيرة ، وقد اجتمع إلى سليمان كثير من أهل الشقاق ومن يريد الفتنة ، فالتقيا واقتتلا ، واشتدت الحرب ، فانهزم سليمان واتبعه عسكر الحكم ، وعادت الحرب بينهم ثانية في ذي الحجة ، فانهزم فيها سليمان ، واعتصم بالوعر والجبال ، فعاد الحكم .
ثم عاد سليمان فجمع برابر ، وأقبل إلى جانب إستجة ، فسار إليهم الحكم ، فالتقوا واقتتلوا سنة ثلاث وثمانين ومائة ، واشتد القتال ، فانهزم سليمان ، واحتمى بقرية ، فحصره الحكم ، وعاد سليمان ( منهزما ) إلى ناحية فريش ) .
[ ص: 329 ] ( وفيها كان بقرطبة سيل عظيم ، فغرق كثير من ربضها القبلي ، وخرب كثير منه ، وبلغ السيل شقندة ) .
[ الوفيات ]
وفي هذه السنة مات محمد بن جعفر الطيالسي المحدث .
وعمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري .
، وكان أبوه من وعبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الدراوردي ، مولى جهينة دارابجرد ، فاستثقلوا نسبته إليها فقالوا دراوردي .
[ ص: 330 ] وفيها توفي دراج أبو السمح ، ( واسمه عبد الله بن السمح ، وقيل : عبد الرحمن بن السمح بن ) أسامة التجيبي ، المصري ، وكان مولده سنة خمس وعشرين ومائة .
وعفيف بن سالم الموصلي .