الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر البيعة لعلي بن موسى - عليه السلام - بولاية العهد

في هذه السنة جعل المأمون علي بن موسى الرضى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده ، ولقبه الرضى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمر جنده بطرح السواد ولبس الثياب الخضر ، وكتب بذلك إلى الآفاق ، وكتب الحسن بن سهل إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد بعد عوده إلى بغداذ يعلمه أن المأمون قد جعل علي بن موسى ولي عهده من بعده .

وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي ، فلم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ، وأنه سماه الرضى من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمره بطرح السواد ولبس الخضرة ، وذلك لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ، وأمر محمدا أن يأمر من عنده من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له ، ولبس الخضرة ، ويأخذ أهل بغداذ جميعا بذلك ، فدعاهم محمد إلى ذلك ، فأجاب بعضهم ، وامتنع بعضهم وقال : تخرج الخلافة من ولد العباس ، وإنما هذا من الفضل بن سهل . فمكثوا كذلك أياما ، وتكلم بعضهم وقالوا : نولي بعضنا ونخلع المأمون . فكان أشدهم فيه منصور وإبراهيم ابنا المهدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية