[ ص: 530 ] 207
ثم دخلت سنة سبع ومائتين
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33796خروج عبد الرحمن بن أحمد باليمن
في هذه السنة خرج
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - ببلاد عك في
اليمن ، يدعو إلى الرضى من
آل محمد - صلى الله عليه وسلم - .
وكان سبب خروجه أن العمال
باليمن أساءوا السيرة فيهم ، فبايعوا
عبد الرحمن هذا ، فلما بلغ
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ذلك وجه إليه
دينار بن عبد الله في عسكر كثيف ، وكتب معه بأمانه ، فحضر
دينار الموسم ، وحج .
ثم سار إلى
اليمن ، فبعث إلى
عبد الرحمن بأمانه ، فقبله ، ودخل في طاعة
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، ووضع يده في يد
دينار ، فخرج به إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، فمنع
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه ، وأمرهم بلبس السواد ، وذلك لليلتين بقيتا من ذي القعدة .
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33800وفاة nindex.php?page=showalam&ids=16245طاهر بن الحسين وفي هذه السنة ، في جمادى الأولى ، مات
nindex.php?page=showalam&ids=16245طاهر بن الحسين من حمى أصابته ، وإنه وجد في فراشه ميتا .
وقال
كلثوم بن ثابت بن أبي سعيد : كنت على بريد
خراسان ، فلما كان سنة سبع ومائتين حضرت الجمعة ، فصعد
طاهر المنبر فخطب ، فلما بلغ إلى ذكر الخليفة أمسك عن الدعاء له ، وقال : اللهم أصلح أمة
محمد بما أصلحت به أولياءك ، واكفنا مئونة
[ ص: 531 ] من بغى علينا ، وحشد فيها ، بلم الشعث ، وحقن الدماء ، وإصلاح ذات البين .
قال : فقلت في نفسي : أنا أول مقتول لأني لا أكتم الخبر . قال : فانصرفت ، فاغتسلت غسل الموتى ، وتكفنت ، وكتبت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، فلما كان العصر دعاني ، وحدث به حادث في جفن عينه ، وسقط ميتا ، فخرج إلي ابنه
طلحة ، قال : هل كتبت بما كان ؟ قلت : نعم ! قال : فاكتب بوفاته ! فكتبت بوفاته ، وبقيام
طلحة بأمر الجيش ، فوردت الخريطة على
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون بخلعه ، فدعا
أحمد بن أبي خالد ، فقال : سر فأت
بطاهر كما زعمت وضمنت فقال : أبيت الليلة ؟ فقال : لا . فلم يزل حتى أذن له في المبيت .
( ووافت الخريطة الأخرى ليلا بموته ) ، فدعاه ، فقال : قد مات
طاهر ، فمن ترى ؟ قال : ابنه
طلحة . قال : اكتب بتوليته ! فكتب بذلك ، فأقام
طلحة واليا على
خراسان في أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون سبع سنين ، ثم توفي ، وولى
عبد الله خراسان .
ولما ورد موت
طاهر على
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون قال : لليدين وللفم ، الحمد لله الذي قدمه وأخرنا ! وكان
طاهر أعور وفيه يقول بعضهم :
يا ذا اليمينين وعين واحده نقصان عين ويمين زائده
يعني أن لقبه كان ذا اليمينين ، وكانت كنيته
أبا الطيب .
وقد قيل : إن
طاهرا لما مات انتهب الجند بعض خزائنه ، فقام بأمرهم
سلام الأبرش الخصي ، وأعطاهم رزق ستة أشهر .
وقيل استعمل
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون على عمله جميعه ابنه
nindex.php?page=showalam&ids=16445عبد الله بن طاهر ، فسير إلى
خراسان أخاه
طلحة ، وكان
عبد الله بالرقة على حرب
نصر بن شبث ، فلما توجه
طلحة إلى
خراسان سير
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون إليه
أحمد بن أبي خالد ليقوم بأمره ، فعبر
أحمد إلى ما وراء النهر ، وافتتح
أشروسنة ، وأسر
كاوس بن صارخره ، وابنه
الفضل ، وبعث بهما إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، ووهب
طلحة لأحمد بن أبي خالد ثلاثة آلاف ألف درهم ، وعروضا بألفي ألف درهم ، ووهب
لإبراهيم بن العباس كاتب
أحمد خمسمائة ألف درهم .
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33905ما كان من الأندلس في هذه السنة
وفي هذه السنة وقع
عبد الرحمن بن الحكم ، صاحب
الأندلس ، بجند
البصرة [ ص: 532 ] وأهلها ، وهي الوقعة [ المعروفة ] بوقعة بالس ( ! ) .
وكان سببها أن
الحكم كان قد بلغه عن عامل اسمه
ربيع أنه ظلم الأبناء أهل الذمة ، فقبض عليه وصلبه ، قبل وفاته ، فلما توفي وولي ابنه
عبد الرحمن سمع الناس بصلب
الربيع ، فأقبلوا إلى
قرطبة من النواحي يطلبون الأموال التي كان ظلمهم بها ، ظنا منهم أنها ترد إليهم ، وكان
أهل إلبيرة أكثرهم طلبا وإلحاحا فيه ، وتألبوا ، فبعث إليهم
عبد الرحمن من يفرقهم ويسكتهم ، فلم يقبلوا ، ودفعوا من أتاهم ، فخرج إليهم جمع من الجند وأصحاب
عبد الرحمن ، فقاتلوهم ، فانهزم جند
إلبيرة ومن معهم ، وقتلوا قتلا ذريعا ، ونجا الباقون منهزمين ، ثم طلبوا بعد ذلك ، فقتلوا كثيرا منهم .
وفيها ثارت بمدينة
تدمير فتنة بين
المضرية واليمانية ، فاقتتلوا
بلورقة ، وكان بينهم
nindex.php?page=treesubj&link=33905وقعة تعرف بيوم المضارة ، قتل منهم ثلاثة آلاف رجل ، ودامت الحرب بينهم سبع سنين ، فوكل بكفهم ومنعهم
يحيى بن عبد الله بن خالد ، وسيره في جميع الجيش ، فكانوا إذا أحسوا بقرب
يحيى تفرقوا وتركوا القتال ، وإذا عاد عنهم رجعوا إلى الفتنة والقتال حتى عيي أمرهم .
وفيها كان
بالأندلس مجاعة شديدة ذهب فيها خلق كثير ، وبلغ المد في بعض البلاد ثلاثين دينارا .
(
تدمير بالتاء فوقها نقطتان والدال المهملة والياء تحتها نقطتان ثم راء ) .
ذكر عدة حوادث
وفيها
nindex.php?page=treesubj&link=33800غلا السعر بالعراق ، حتى بلغ القفيز من الحنطة بالهاروني أربعين درهما إلى الخمسين .
[ ص: 533 ] وفيها ولي
محمد بن حفص طبرستان ،
والرويان ،
ودنباوند .
وحج بالناس
أبو عيسى بن الرشيد .
وفيها أمر
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون السيد بن أنس ، والي
الموصل ، بقصد
بني شيبان وغيرهم من العرب ، لإفسادهم في البلاد ، فسار إليهم ، وكبسهم بالدسكرة ، فقتلهم ونهب أموالهم وعاد .
[ الوفيات ]
وفيها توفي
وهب بن جرير الفقيه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16664وعمر بن حبيب العلوي القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16365وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ،
وعبد العزيز بن أبان القرشي ، قاضي
واسط ،
nindex.php?page=showalam&ids=15637وجعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي الفقيه ،
وبشر بن عمر الزهراني الفقيه ، [ ص: 534 ] وكثير بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=12307وأزهر بن سعيد السمان ،
وأبو النضر هشام بن القاسم الكناني .
وفيها
nindex.php?page=treesubj&link=33800توفي nindex.php?page=showalam&ids=15472محمد بن عمر بن واقد الواقدي ، وكان عمره ثمانيا وسبعين سنة ، وكان عالما بالمغازي واختلاف العلماء ، وكان يضعف في الحديث .
وفيها توفي
محمد بن أبي رجاء القاضي ، وهو من أصحاب
أبي يوسف صاحب
أبي حنيفة .
وفيها توفي
nindex.php?page=showalam&ids=13468محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى المعروف بابن كناسة ، وهو ابن أخت
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وكان عالما بالعربية والشعر وأيام الناس .
وفيها توفي
nindex.php?page=showalam&ids=14888يحيى بن زياد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وأبو زكريا الفراء النحوي الكوفي ،
وأبو غانم الموصلي ،
وزيد بن علي بن أبي خداش الموصلي ، وهو من أصحاب
المعافى ، كثير الرواية عنه .
[ ص: 530 ] 207
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33796خُرُوجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بِالْيَمَنِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - بِبِلَادِ عَكَّ فِي
الْيَمَنِ ، يَدْعُو إِلَى الرِّضَى مِنْ
آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَكَانَ سَبَبَ خُرُوجِهِ أَنَّ الْعُمَّالَ
بِالْيَمَنِ أَسَاءُوا السِّيرَةَ فِيهِمْ ، فَبَايَعُوا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَذَا ، فَلَمَّا بَلَغَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونَ ذَلِكَ وَجَّهَ إِلَيْهِ
دِينَارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي عَسْكَرٍ كَثِيفٍ ، وَكَتَبَ مَعَهُ بِأَمَانِهِ ، فَحَضَرَ
دِينَارٌ الْمَوْسِمَ ، وَحَجَّ .
ثُمَّ سَارَ إِلَى
الْيَمَنِ ، فَبَعَثَ إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِأَمَانِهِ ، فَقَبِلَهُ ، وَدَخَلَ فِي طَاعَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ
دِينَارٍ ، فَخَرَجَ بِهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ ، فَمَنَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ عِنْدَ ذَلِكَ الطَّالِبِيِّينَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ ، وَأَمَرَهُمْ بِلِبْسِ السَّوَادِ ، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33800وَفَاةِ nindex.php?page=showalam&ids=16245طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ ، فِي جُمَادَى الْأُولَى ، مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=16245طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنْ حُمَّى أَصَابَتْهُ ، وَإِنَّهُ وُجِدَ فِي فِرَاشِهِ مَيِّتًا .
وَقَالَ
كُلْثُومُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ : كُنْتُ عَلَى بَرِيدِ
خُرَاسَانَ ، فَلَمَّا كَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ ، فَصَعِدَ
طَاهِرٌ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى ذِكْرِ الْخَلِيفَةِ أَمْسَكَ عَنِ الدُّعَاءِ لَهُ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ بِمَا أَصْلَحْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ ، وَاكْفِنَا مَئُونَةَ
[ ص: 531 ] مَنْ بَغَى عَلَيْنَا ، وَحَشَدَ فِيهَا ، بِلَمِّ الشَّعْثِ ، وَحَقْنِ الدِّمَاءِ ، وَإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ .
قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَنَا أَوَّلُ مَقْتُولٍ لِأَنِّي لَا أَكْتُمُ الْخَبَرَ . قَالَ : فَانْصَرَفْتُ ، فَاغْتَسَلْتُ غُسْلَ الْمَوْتَى ، وَتَكَفَّنْتُ ، وَكَتَبْتُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرَ دَعَانِي ، وَحَدَثَ بِهِ حَادِثٌ فِي جَفْنِ عَيْنِهِ ، وَسَقَطَ مَيِّتًا ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ابْنُهُ
طَلْحَةُ ، قَالَ : هَلْ كَتَبْتَ بِمَا كَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ! قَالَ : فَاكْتُبْ بِوَفَاتِهِ ! فَكَتَبْتُ بِوَفَاتِهِ ، وَبِقِيَامِ
طَلْحَةَ بِأَمْرِ الْجَيْشِ ، فَوَرَدَتِ الْخَرِيطَةُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ بِخَلْعِهِ ، فَدَعَا
أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ ، فَقَالَ : سِرْ فَأْتِ
بِطَاهِرٍ كَمَا زَعَمْتَ وَضَمِنْتَ فَقَالَ : أَبِيتُ اللَّيْلَةَ ؟ فَقَالَ : لَا . فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِي الْمَبِيتِ .
( وَوَافَتِ الْخَرِيطَةُ الْأُخْرَى لَيْلًا بِمَوْتِهِ ) ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : قَدْ مَاتَ
طَاهِرٌ ، فَمَنْ تَرَى ؟ قَالَ : ابْنُهُ
طَلْحَةُ . قَالَ : اكْتُبْ بِتَوْلِيَتِهِ ! فَكَتَبَ بِذَلِكَ ، فَأَقَامَ
طَلْحَةُ وَالِيًا عَلَى
خُرَاسَانَ فِي أَيَّامِ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ سَبْعَ سِنِينَ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ ، وَوَلَّى
عَبْدَ اللَّهِ خُرَاسَانَ .
وَلَمَّا وَرَدَ مَوْتُ
طَاهِرٍ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ قَالَ : لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدَّمَهُ وَأَخَّرَنَا ! وَكَانَ
طَاهِرٌ أَعْوَرَ وَفِيهِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ :
يَا ذَا الْيَمِينَيْنِ وَعَيْنٍ وَاحِدَهْ نُقْصَانُ عَيْنٍ وَيَمِينٌ زَائِدَهْ
يَعْنِي أَنَّ لَقَبَهُ كَانَ ذَا الْيَمِينَيْنِ ، وَكَانَتْ كُنْيَتُهُ
أَبَا الطَّيِّبِ .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ
طَاهِرًا لَمَّا مَاتَ انْتَهَبَ الْجُنْدُ بَعْضَ خَزَائِنِهِ ، فَقَامَ بِأَمْرِهِمْ
سَلَّامُ الْأَبْرَشُ الْخَصِيُّ ، وَأَعْطَاهُمْ رِزْقَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ .
وَقِيلَ اسْتَعْمَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ عَلَى عَمَلِهِ جَمِيعِهِ ابْنَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16445عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاهِرٍ ، فَسَيَّرَ إِلَى
خُرَاسَانَ أَخَاهُ
طَلْحَةَ ، وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بِالرَّقَّةِ عَلَى حَرْبِ
نَصْرِ بْنِ شَبَثٍ ، فَلَمَّا تَوَجَّهَ
طَلْحَةُ إِلَى
خُرَاسَانَ سَيَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ إِلَيْهِ
أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ لِيَقُومَ بِأَمْرِهِ ، فَعَبَرَ
أَحْمَدُ إِلَى مَا وَرَاءَ النَّهْرِ ، وَافْتَتَحَ
أُشْرُوسَنَةَ ، وَأَسَرَ
كَاوِسَ بْنَ صَارَخْرَهْ ، وَابْنَهُ
الْفَضْلَ ، وَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ ، وَوَهَبَ
طَلْحَةُ لِأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَعُرُوضًا بِأَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَوَهَبَ
لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ كَاتِبَ
أَحْمَدَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33905مَا كَانَ مِنَ الْأَنْدَلُسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَقَعَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ ، صَاحِبُ
الْأَنْدَلُسِ ، بِجُنْدِ
الْبَصْرَةِ [ ص: 532 ] وَأَهْلِهَا ، وَهِيَ الْوَقْعَةُ [ الْمَعْرُوفَةُ ] بِوَقْعَةِ بَالِسَ ( ! ) .
وَكَانَ سَبَبَهَا أَنَّ
الْحَكَمَ كَانَ قَدْ بَلَغَهُ عَنْ عَامِلٍ اسْمُهُ
رَبِيعٌ أَنَّهُ ظَلَمَ الْأَبْنَاءَ أَهْلَ الذِّمَّةِ ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَصَلَبَهُ ، قَبْلَ وَفَاتِهِ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَوَلِيَ ابْنُهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعَ النَّاسُ بِصَلْبِ
الرَّبِيعِ ، فَأَقْبَلُوا إِلَى
قُرْطُبَةَ مِنَ النَّوَاحِي يَطْلُبُونَ الْأَمْوَالَ الَّتِي كَانَ ظَلَمَهُمْ بِهَا ، ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهَا تُرَدُّ إِلَيْهِمْ ، وَكَانَ
أَهْلُ إِلْبِيرَةَ أَكْثَرَهُمْ طَلَبًا وَإِلْحَاحًا فِيهِ ، وَتَأَلَّبُوا ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَنْ يُفَرِّقُهُمْ وَيُسْكِتُهُمْ ، فَلَمْ يَقْبَلُوا ، وَدَفَعُوا مَنْ أَتَاهُمْ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ جَمْعٌ مِنَ الْجُنْدِ وَأَصْحَابُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَاتَلُوهُمْ ، فَانْهَزَمَ جُنْدُ
إِلْبِيرَةَ وَمَنْ مَعَهُمْ ، وَقُتِلُوا قَتْلًا ذَرِيعًا ، وَنَجَا الْبَاقُونَ مُنْهَزِمِينَ ، ثُمَّ طُلِبُوا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَتَلُوا كَثِيرًا مِنْهُمْ .
وَفِيهَا ثَارَتْ بِمَدِينَةِ
تُدْمِيرَ فِتْنَةٌ بَيْنَ
الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ ، فَاقْتَتَلُوا
بِلُورَقَةَ ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=33905وَقْعَةٌ تُعْرَفُ بِيَوْمِ الْمَضَارَّةِ ، قُتِلَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ ، وَدَامَتِ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سَبْعَ سِنِينَ ، فَوَكَّلَ بِكَفِّهِمْ وَمَنْعِهِمْ
يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ، وَسَيَّرَهُ فِي جَمِيعِ الْجَيْشِ ، فَكَانُوا إِذَا أَحَسُّوا بِقُرْبِ
يَحْيَى تَفَرَّقُوا وَتَرَكُوا الْقِتَالَ ، وَإِذَا عَادَ عَنْهُمْ رَجَعُوا إِلَى الْفِتْنَةِ وَالْقِتَالِ حَتَّى عَيِيَ أَمْرَهُمْ .
وَفِيهَا كَانَ
بِالْأَنْدَلُسِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ ذَهَبَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ ، وَبَلَغَ الْمُدُّ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ ثَلَاثِينَ دِينَارًا .
(
تُدْمِيرُ بِالتَّاءِ فَوْقَهَا نُقْطَتَانِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَالْيَاءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ ثُمَّ رَاءٌ ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا
nindex.php?page=treesubj&link=33800غَلَا السِّعْرُ بِالْعِرَاقِ ، حَتَّى بَلَغَ الْقَفِيزُ مِنَ الْحِنْطَةِ بِالْهَارُونِيِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا إِلَى الْخَمْسِينَ .
[ ص: 533 ] وَفِيهَا وَلِيَ
مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ طَبَرِسْتَانَ ،
وَالرُّويَانَ ،
وَدُنْبَاوَنْدَ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ
أَبُو عِيسَى بْنُ الرَّشِيدِ .
وَفِيهَا أَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ السَّيِّدَ بْنَ أَنَسٍ ، وَالِيَ
الْمَوْصِلِ ، بِقَصْدِ
بَنِي شَيْبَانَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ ، لِإِفْسَادِهِمْ فِي الْبِلَادِ ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ ، وَكَبَسَهُمْ بِالدَّسْكَرَةِ ، فَقَتَلَهُمْ وَنَهَبَ أَمْوَالَهُمْ وَعَادَ .
[ الْوَفَيَاتُ ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ الْفَقِيهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16664وَعُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَلَوِيُّ الْقَاضِي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16365وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ ، قَاضِي
وَاسِطٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15637وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ ،
وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ الْفَقِيهُ ، [ ص: 534 ] وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12307وَأَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ،
وَأَبُو النَّضْرِ هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ .
وَفِيهَا
nindex.php?page=treesubj&link=33800تُوُفِّيَ nindex.php?page=showalam&ids=15472مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقَدٍ الْوَاقِدِيُّ ، وَكَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَغَازِي وَاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ ، وَكَانَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْقَاضِي ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ
أَبِي يُوسُفَ صَاحِبِ
أَبِي حَنِيفَةَ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=13468مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمَعْرُوفُ بِابْنِ كُنَاسَةَ ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=12358إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَأَبُو زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ النَّحْوِيُّ الْكُوفِيُّ ،
وَأَبُو غَانِمٍ الْمَوْصِلِيُّ ،
وَزَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ
الْمُعَافَى ، كَثِيرُ الرِّوَايَةِ عَنْهُ .